في خطوة رائدة على طريق تحقيق الأمن الغذائي، نجح باحثون سعوديون في تطوير تقنيات حديثة تُسرّع زراعة الزعفران، المعروف عالميًا بـ”الذهب الأحمر”، ليزهر وينتج خلال 10 أيام فقط، مقارنة بـ4 إلى 6 أسابيع في الزراعة التقليدية.
تقنيات سعودية مبتكرة بقيادة “كاكست”
قادت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) هذا التحول النوعي، عبر تطوير حلول زراعية مبتكرة تعتمد على الزراعة العمودية، والإضاءة الصناعية، وأنظمة التحكم بالمناخ.
وقد تمكّن الفريق من تحفيز نمو أزهار الزعفران عبر استخدام أطوال موجية محددة من الإضاءة، وتهيئة بيئة نمو ملائمة في ظل المناخ الصحراوي القاسي.
ويهدف المشروع إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال توطين تقنيات الزراعة العمودية لتسريع النمو الزراعي، وابتكار تقنيات حديثة لإنتاج كرومات الزعفران، مما يسهم في زيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف، وتحسين كفاءة النظم الزراعية بشكل مكثف في المساحات الصغيرة من خلال التوجه العمودي بدلًا من التوجه الأفقي في الزراعة والإنتاج.
الزراعة العمودية تفتح آفاقًا لسوق عالمي متسارع
تأتي هذه التقنيات في وقت يتسارع فيه نمو سوق الأنظمة الزراعية المتحكم بها عالميًا، والذي تجاوز 74.4 مليار دولار في 2022، مع توقعات بأن يصل إلى 377.6 مليار دولار في 2032.
ولا يقتصر الابتكار على الزعفران فقط، بل يشمل أيضًا محاصيل أخرى، ما يعزز إنتاجية وجودة الزراعة في المملكة.
دعم لرؤية 2030 واكتفاء ذاتي من الزعفران
يمثّل هذا الإنجاز نقلة نوعية في سبيل تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال تطوير حلول زراعية مبتكرة تُعزز الاستدامة البيئية وتدعم الإنتاج المحلي. وتسعى المبادرة لتقليل الاعتماد على واردات الزعفران، إذ استوردت المملكة خلال العقد الماضي 497 طنًا منه، بقيمة 175 مليون دولار.
سوق الزعفران العالمي في تصاعد
بحسب تقديرات حديثة، بلغ حجم سوق الزعفران العالمي 372.9 مليون دولار في 2021، ويتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 756 مليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ 8.6%، ما يعزز جدوى التوجه نحو الإنتاج المحلي والتقنيات المستدامة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
دراسة حديثة لـ “كاوست”: الربع الخالي كان موطنًا للأنهار والمروج خضراء