منوعات

حمامات الثلج: بين فوائد التعافي ومخاطر البرودة

في السنوات الأخيرة، أصبحت حمامات الثلج من أكثر الوسائل شهرة في عالم اللياقة البدنية والصحة العامة. لم تَعُد مخصصة للرياضيين المحترفين فقط، بل أصبحت شائعة بين ممارسي الرياضة والهواة الباحثين عن التعافي السريع أو دفعة من النشاط العقلي والجسدي. لكن، هل فعلاً تحقق حمامات الثلج كل ما يُقال عنها؟

ما هي حمامات الثلج؟

حمامات الثلج، المعروفة أيضًا باسم الانغماس في الماء البارد (Cold Water Immersion)، تعتمد على غمر الجسم في ماء بارد بدرجات حرارة تتراوح بين 10 إلى 15 درجة مئوية، وقد تحتوي المياه أحيانًا على مكعبات ثلج لتحقيق برودة شديدة.

حمامات الثلج والتعافي بعد التمارين

تُستخدم حمامات الثلج على نطاق واسع لتسريع عملية التعافي بعد التمارين المكثفة، خاصة بين العدّائين، ولاعبي كمال الأجسام، وفرق الرياضة الجماعية. الأبحاث تؤكد أنها:

  • تقلل من ألم العضلات بعد التمارين.
  • تحد من الالتهاب والتورم.
  • تعزز استعادة القوة والمرونة.
  • تساعد في التخلص من نواتج التعب مثل حمض اللاكتيك.

لكن الاستخدام المتكرر قد يُعيق تكيف الجسم مع التمارين، مما يُبطئ من تطور القوة والكتلة العضلية، لذا يُفضل استخدامها بشكل محدود واستراتيجي.

فوائد حمامات الثلج للصحة العامة

انتشر مؤخرًا استخدام حمامات الثلج لتحسين الصحة النفسية والمناعية، وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أنها:

  • تُخفف التوتر.
  • تُحسن جودة النوم.
  • تقلل من تكرار الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا.
  • ترفع الشعور العام بجودة الحياة.

ورغم هذه النتائج الإيجابية، فإنها مستمدة من دراسات محدودة ولا تزال بحاجة لمزيد من البحث.

المخاطر المحتملة لحمامات الثلج

بالرغم من فوائدها، قد تنطوي حمامات الثلج على بعض المخاطر، خاصة عند سوء الاستخدام:

  • الصدمة الباردة: نتيجة الانخفاض المفاجئ في حرارة الجلد، وقد تُسبب فرط تنفس، ارتفاع الضغط أو اضطراب ضربات القلب.
  • انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia): عند البقاء أكثر من 30 دقيقة في الماء البارد.
  • الدوخة أو التنميل: وهي علامات تدل على ضرورة الخروج الفوري من الماء.

5 نصائح عند تجربة حمامات الثلج

  • لا تبالغ في البرودة، يكفي أن تكون درجة الحرارة بين 10–15°C.
  • لا تُطِل مدة الجلسة، 10–20 دقيقة كافية، ويمكن تقسيمها إلى فترات قصيرة.
  • ادخل الماء ببطء، وانتظر زوال صدمة البرد قبل غمر الجسم بالكامل.
  • راقب شعورك أثناء الحمام؛ التنميل أو الدوخة مؤشرات تحذيرية.
  • استخدمها بذكاء؛ لا تجعلها عادة يومية إن كنت تمارس تمارين لبناء العضلات.

الخلاصة

حمامات الثلج قد تكون أداة فعالة لتحسين التعافي والصحة العامة، إذا استُخدمت باعتدال ووفق توصيات السلامة. تبقى التجربة الشخصية هي الفيصل، لكن يجب استشارة طبيب أو مختص عند وجود مشاكل صحية، لا سيما أمراض القلب أو اضطرابات الضغط.