سياسة أحداث جارية

من قتل جون كينيدي وما دور فيدل كاسترو؟.. وثائق سرية تكشف

من قتل كينيدي وما علاقة فيدل كاسترو؟.. وثائق سرية تخرج للنور

أفرجت إدارة ترامب، أمس الثلاثاء، عن آلاف السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس الأميركي الأسبق، جون كينيدي عام 1963، والتي كانت من قبل ضمن الملفات السرية. وذلك سعيًا منه للوفاء بوعوده الانتخابية بتوفير المزيد من الشفافية.

كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن أفرجت عن مجموعة مكونة من 13 ألف وثيقة متعلقة بمقتل كينيدي، ومع تسلمه السلطة في 20 يناير الماضي، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا بنشر ما يقرب من 80 ألف صفحة من السجلات التي تتعلق باغتيال كينيدي، وروبرت كينيدي، ومارتن لوثر كينغ جونيور. ونُشِرَت الوثائق على الموقع الإلكتروني للأرشيف الوطني مساء الثلاثاء، دون أي تعديل، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكّن الباحثون من الاطلاع على الوثائق التي يبلغ عددها 1123 وثيقة.

ما الجديد في الوثائق المفرج عنها؟

بحسب أحد الأشخاص الذين اطلعوا بالفعل على الوثائق، فإنه من غير المتوقع أن تحتوي الوثائق على معلومات مثيرة للدهشة. وقال توم سامولوك، نائب مدير مجلس مراجعة سجلات الاغتيالات، وهي لجنة حكومية شُكِّلت في تسعينيات القرن الماضي لدراسة السجلات المتعلقة بالاغتيال، إن هذه الوثائق لا يمكن أن تغير الاستنتاج بشأن مقتل كينيدي وهو أن مسلحًا وحيدًا وهو لي هارفي أوزورلد تسبب في وفاته.

وعمل سامولوك على فحص كميات ضخمة من الوثائق التي نُشرت بين عامي 1994 و1998، مؤكدا في مقابلة مع شبكة CNN، أن السجلات التي تمت مراجعتها ثم الإفراج عنها بعضها كان سريًا بالكامل أو جزئيًا، مشيرًا إلى أنه لو كان بها أي تفاصيل تتعلق بجوهر قضية الاغتيال، لكانت لجنة المراجعة أفرجت عنها في منتصف التسعينيات.

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، إن هناك بعض الوثائق التي لا زالت تحمل ختم المحكمة أو تم حجبها لأسباب تتعلق بهيئة المحلفين، وأن الإفراج عن تلك الوثائق يتطلب تغيير المادة 6103 من قانون الإيرادات الداخلية قبل نشرها. مضيفة أن الأرشيف الوطني يعمل مع وزارة العدل لتسريع عملية الكشف عن تلك السجلات.

بدوره، قال لاري ساباتو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرجينيا ومؤلف كتاب “نصف قرن كينيدي، إن الوثائق قد تكون مخيبة للآمال بالنسبة لهؤلاء الذين يتوقعون اكتشاف تفاصيل جديدة عن اغتيال كينيدي. مضيفًا: “أقول لكم فقط إننا سنكتشف أشياءً جديدة. لكن قد لا يتعلق الأمر باغتيال كينيدي، ومن يتوقعون، كما تعلمون، كشف القضية بعد 61 عامًا سيصابون بخيبة أمل شديدة”.

ما الذي يمكن أن تقدمه الوثائق المفرج عنها؟

تشمل الوثائق الرقمية، بما في ذلك ملفات PDF على مذكرات سرية سابقة، نافذة على مناخ الخوف الذي ساد في ذلك الوقت حول العلاقات الأميركية مع الاتحاد السوفييتي بعد وقت قصير من اندلاع أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 والتي كادت تؤدي إلى حرب نووية. كما تتضمن الوثائق تفاصيل العمل الذي قام به المحققون لتتبع تحركات القاتل لي هارفي أوزوالد في الاتحاد السوفييتي وتتبع تحركاته في الأشهر التي سبقت اغتيال كينيدي في دالاس في 22 نوفمبر 1963.

وكانت إحدى الوثائق التي تحمل عنوان “سري” عبارة عن حساب مطبوع يحتوي على ملاحظات مكتوبة بخط اليد لمقابلة أجريت عام 1964 مع أحد باحثي لجنة وارن الذي سأل لي ويجرين، وهو موظف في وكالة المخابرات المركزية، عن التناقضات في المواد المقدمة إلى اللجنة من قبل وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية حول الزيجات بين النساء السوفييتية والرجال الأميركيين. وكان أوزوالد متزوجًا من امرأة سوفييتية تدعى مارينا أوزوالد، في وقت إطلاق النار.

كان وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت كينيدي جونيور، نجل روبرت كينيدي وابن أخ جون كينيدي، قال من قبل إنه يعتقد أن وكالة الاستخبارات المركزية متورطة في وفاة عمه، وهو الادعاء الذي وصفته الوكالة بأنه لا أساس له من الصحة.

ما علاقة فيدل كاسترو بمقتل جون كينيدي؟

تتضمن الوثائق مجموعة من الملفات التي أصدرتها وزارة الدفاع الأميركية في عام 1963 خلال فترة الحرب الباردة في أوائل الستينيات والتدخل الأميركي في أمريكا اللاتينية في محاولة لإحباط الدعم الذي يقدمه الزعيم الكوبي فيدل كاسترو للقوى الشيوعية في بلدان أخرى. وتشير الوثائق إلى أن كاسترو لن يذهب إلى حد إثارة حرب مع الولايات المتحدة أو تصعيد الأمر إلى الحد الذي “يعرض نظام كاسترو للخطر بشكل جدي وفوري”، ولكنها تُشير في نفس الوقت إلى أن دعم كاسترو يمكن أن يشهد تكثيفًا بهدف دعم القوى التخريبية في أميركا اللاتينية.

وتُظهر إحدى الوثائق الصادرة في عام 1962 تفاصيل مشروع سري للغاية باسم “عملية مانجوس” أو “المشروع الكوبي”، والذي كان عبارة عن حملة بقيادة وكالة المخابرات المركزية الأميركية من العمليات السرية والتخريب ضد كوبا، والتي وافق عليها كينيدي في عام 1961، بهدف إزالة نظام كاسترو. وقالت

المؤرخة أليس إل. جورج، التي تتناول كتبها، بما في ذلك “اغتيال جون كينيدي”، أميركا الحديثة، إن فضول الأميركيين بشأن الاغتيالات والأسئلة حول شفافية الحكومة يضيف “إلى الشعور بأنه لا بد من وجود أدلة مهمة مخبأة في هذه الملفات”، مؤكدة أن السجلات التي جرى الإفراج عنها من غير المرجح أن تحل الأسئلة التي لا يزال الناس يطرحونها.

اقرأ أيضًا:

ترامب يرفع السرية عن وثائق اغتيال كينيدي ومارتن لوثر كينج

في ذكرى اغتيال كينيدي.. هذا ما أهداه الملك سعود لجاكلين كينيدي

لماذا انسحب كينيدي من السباق الرئاسي الأمريكي