تستعد الرياض لاستضافة محادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول كيفية إنهاء الحرب مع روسيا، الأسبوع المقبل، بعد أن جمعت مسؤولي واشنطن وموسكو على طاولة المشاورات لأول مرة منذ سنوات.
نشر الكاتب بشبكة “يورو نيوز” سيرجيو كانتوني، مقالًا اعتمد فيه على آراء محللين لتوضيح كيف أصبحت السعودية ذات وزن دبلوماسي ثقيل، ورسّخت مكانتها كوسيط قوي في الدبلوماسية الدولية.
الطاقة الخام تدعم قوة السعودية الدولية
أشار سيرجيو كانتوني أن المملكة تعد إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا من أبرز مُنتجي النفط الخام في العالم.
وكتب “كانتوني”: “في الواقع، كانت الرياض في طليعة الاتفاق الأخير بين دول أوبك+ الثماني لبدء زيادة إنتاج النفط الخام اعتبارًا من أبريل 2025، وهي الخطوة التي ساهمت في انخفاض الأسعار هذا الأسبوع ولبّت طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وفي 24 يناير، قال “ترامب” في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن خفض أسعار النفط قد يؤدي إلى نهاية الحرب في أوكرانيا، وقال إنه سيطلب من المملكة العربية السعودية ودول أوبك الأخرى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ونقل كاتب المقال عن رافاييل ماركيتي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لويس في روما، قوله: “نرى مشاركة بين المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة لإيجاد توازن عالمي جديد باستخدام النفط لدائرتهم الحصرية ذات الأهداف السياسية الأوسع”.
إنفاق سعودي كبير على الأمن
كتب “كانتوني”: “تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، بدءًا من عملية صنع القرار وإعادة الإعمار بعد الحرب في غزة ولبنان وسوريا، فضلاً عن احتواء إيران”.
وأوضح: “في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعرّضت المملكة للتهديد وكاد أن يُزعزع استقرارها بسبب الإرهاب، ومنذ ذلك الحين، استثمرت السعودية بكثافة في سياساتها الأمنية، وفي إبراز قوتها المتنامية خارجيًا”.
وأضاف: “ارتفعت مكانة المملكة العربية السعودية بشكل مطرد، وأصبحت القوة الوحيدة في المنطقة القادرة على منافسة إيران وتركيا وكيان الاحتلال”.
وقال إيف أوبان دو لا ميسوزير، السفير الفرنسي السابق في تونس والخبير في شؤون المنطقة، إن “التطور العالمي للعالم العربي أثار تحولاً في موازين القوة من مصر وسوريا والعراق إلى دول الخليج”.
وأضاف: “تتمتع المملكة العربية السعودية بكل عوامل القوة مثل ثقلها الاقتصادي، ومساحتها الشاسعة، وعدد سكانها الذي يصل إلى 30 مليون نسمة، والزعامة الدينية للمجتمع السني العالمي”.
ولفت كاتب المقال إلى إعلان السعودية الشهر الماضي أنها ستزيد إنفاقها الدفاعي إلى ما يقرب من 75 مليار يورو هذا العام، وهو ما يزيد بنحو 3 مليارات يورو عن إنفاق العام الماضي.
علاقات سعودية قوية بالمجتمع الدولي
كتب سيرجيو كانتوني أن “عملية التوازن التي قامت بها المملكة منذ فترة طويلة والتي شهدت تطوير علاقات قوية والحفاظ عليها مع كتل مختلفة من مجلس التعاون الخليجي إلى مجموعة البريكس، فضلاً عن الحلفاء الرئيسيين مثل الولايات المتحدة، هي التي ساعدتها على لعب دور الوسيط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا“.
وقال لويجي ناربون، الذي كان سفيرًا ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي إلى المملكة، وسفيرًا غير مقيم للاتحاد الأوروبي لدى قطر وعمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت: “بالنسبة لأي بلد، فإن استضافة محادثات دولية ذات مغزى له قيم سياسية مضافة ضمنية، كما كان الحال تقليدياً في حالة سويسرا”.
وتابع: “لا ينبغي الاستهانة بهذا الجانب الرمزي لاستضافة الرياض للمحادثات، فمن الواضح أن السعودية تسعى إلى اعتراف دولي نهائي ودائم”.
وفي رأي كاتب المقال فإن “شبكة العلاقات الثنائية التي تتمتع بها المملكة تجعلها خيارًا جذابًا عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية العالمية”.