المدن الملائمة للمشي هي تلك التي تتمتع بأحياء تتوفر فيها متاجر البقالة والصيدليات والعيادات الصحية على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام.
وفيها تتحول المهام اليومية إلى جولات مشي غير رسمية، مما يضيف بُعدًا من الصحة والراحة والاتصال الاجتماعي إلى الحياة اليومية.
تشير الأبحاث إلى أن المجتمعات القابلة للمشي تعزز النشاط البدني، وتقلل من معدلات السمنة ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، كما أنها تسهم في زيادة الشعور بالسعادة من خلال تشجيع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، نستعرض أكثر المدن الملائمة للمشي في العالم، استنادًا إلى متوسط الوقت الذي يستغرقه السكان للوصول إلى المرافق الأساسية في كل مدينة، مثل المدارس والمستشفيات والمطاعم والمتاجر.
المصدر الرئيسي للبيانات هو دراسة بعنوان “إطار عمل عالمي للمدن الشاملة التي يمكن الوصول إلى مرافقها الأساسية خلال 15 دقيقة” التي أعدها M. Bruno et al.، إلى جانب تقرير صادر عن مجلة الإيكونوميست. وقد اقتصرت الدراسة على المدن التي يبلغ عدد سكانها 500,000 نسمة أو أكثر.
أكثر المدن الملائمة للمشي
تصدرت المدن الأوروبية القائمة بلا منازع باعتبارها الأكثر صداقة للمشي، حيث جاءت 45 مدينة أوروبية ضمن أفضل 50 مدينة في العالم من حيث سهولة التنقل سيرًا على الأقدام. وشملت القائمة مدنًا من دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والنرويج وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها.
على الجانب الآخر، جاءت كيوتو، اليابان كأكثر مدينة غير أوروبية ملائمة للمشي، حيث احتلت المركز 28 عالميًا.
كما تضمنت القائمة مدنًا آسيوية أخرى مثل تايبيه، تايوان (35)، كاتماندو، نيبال (45)، تايتشونغ، تايوان (49)، وطوكيو، اليابان (50).
لماذا تتفوق المدن الأوروبية؟
تاريخيًا، تم بناء العديد من المدن الأوروبية قبل انتشار السيارات، في وقت كانت فيه المشي هو وسيلة النقل الأساسية، مما أدى إلى نشوء مراكز حضرية كثيفة ذات شوارع ضيقة، وتقارب بين المناطق السكنية، والمتاجر، والمرافق العامة.
إضافةً إلى ذلك، تبنت الحكومات الأوروبية سياسات حضرية واضحة لتعزيز ثقافة المشي، مثل “الخطة الأوروبية الرئيسية للمشي” التي تهدف إلى إعادة تصميم المدن لجعلها أكثر ترحيبًا بالمشاة، مع تطوير سياسات وطنية واستراتيجيات تحفّز هذا الاتجاه.
غياب مدن أمريكا الشمالية
في المقابل، غابت مدن أمريكا الشمالية عن قائمة أفضل 50 مدينة ملائمة للمشي، وهو ما يُعزى إلى التصميم الحضري القائم على السيارات الذي يميز المدن الأمريكية والكندية. وكانت فانكوفر، كندا هي المدينة الأعلى تصنيفًا في القارة، حيث احتلت المرتبة 53 عالميًا.