سياسة

مسؤولون أميركيون وأوكرانيون يجتمعون في الرياض لبحث وقف إطلاق النار

تستعد وفود رفيعة المستوى من الولايات المتحدة وأوكرانيا للاجتماع في المملكة، يوم الأربعاء المقبل، لبحث إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب مع روسيا، وفقًا لمصدرين مطلعين على تفاصيل الاجتماع، تحدثا لـ«أكسيوس».

يكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة كونه الأول من نوعه بعد الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين، التي نشبت عقب المواجهة العلنية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، التي أسفرت عن تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، ما أثار قلقًا كبيرًا في كييف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي في مواجهة روسيا.

لماذا يُعقد الاجتماع في السعودية؟

يأتي هذا اللقاء بعد اجتماع مماثل جرى بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم الروس في الرياض قبل أسبوعين، وهو ما أثار غضب المسؤولين الأوكرانيين الذين علموا به من وسائل الإعلام فقط، مما دفعهم للمطالبة بفرصة للمشاركة في المحادثات.

وجاءت الدعوة لهذا الاجتماع خلال مكالمة هاتفية جرت بين مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز ورئيس مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، حيث تم الاتفاق على عقد اللقاء في الرياض.

ومن المتوقع أن يضم الوفد الأمريكي المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، بينما يقود يرماك الوفد الأوكراني.

ما المنتظر من الاجتماع؟

قال ويتكوف، خلال إفادة صحفية في البيت الأبيض، اليوم الخميس، إن الاجتماع سيركز على وضع الأسس لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، والتفاوض حول إطار اتفاق سلام محتمل. وأضاف أن ترامب اعتبر رسالة زيلينسكي الأخيرة «خطوة أولى جيدة»، حيث تضمنت اعتذارًا وإقرارًا بالدور الأمريكي في دعم أوكرانيا، إضافة إلى تعبير عن الامتنان.

ومن المقرر أن يصل زيلينسكي إلى السعودية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يعزز أهمية الاجتماع ويؤكد رغبة أوكرانيا في تأمين دعم دولي لجهودها الدبلوماسية.

كيف تنظر الأطراف إلى الاجتماع؟

قال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل يوم الخميس، إن العمل بين أوكرانيا والولايات المتحدة «استؤنف»، معربًا عن أمله في أن يكون اللقاء المقبل »مثمراً». ومع ذلك، لم تعلق كل من البيت الأبيض ومكتب يرماك على تفاصيل المفاوضات أو النتائج المتوقعة.

وتشير مصادر أوكرانية إلى أن كييف لا تزال مستعدة لتوقيع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة، وهو الاتفاق الذي كان من المفترض أن يتم توقيعه خلال لقاء زيلينسكي وترامب يوم الجمعة الماضي، لكنه تأجل بسبب التوترات الأخيرة.

ويعد هذا الاتفاق محوريًا بالنسبة للاقتصاد الأوكراني، حيث يهدف إلى تعزيز التعاون في استخراج المعادن الحيوية التي تحتاجها الصناعات الدفاعية والتكنولوجية.

هل يعكس الاجتماع تحولًا في الموقف الأمريكي؟

رغم التوترات الأخيرة، فإن عقد هذا الاجتماع قد يكون إشارة إلى رغبة الولايات المتحدة في استعادة العلاقات القوية مع أوكرانيا، لا سيما في ظل الضغوط الدولية لوقف الحرب.

ومن المتوقع أن تتابع موسكو تطورات هذا اللقاء عن كثب، إذ قد يشير إلى تحول في مواقف الأطراف المعنية بالنزاع.