تواجه عملية دعم إعادة إعمار غزة عدة تحديات على المستوى السياسي والمالي، خصوصًا وأن التكلفة ستصل إلى 53 مليار دولار وهو مبلغ ضخم يحتاج إلى تكاتف من جهات عربية ودولية.
وعُقدت، أمس الثلاثاء، قمة عربية طارئة في القاهرة للاتفاق على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي تنص على ضرورة تعمير القطاع مرة أخرى دون تهجير سكانه، لتكون خطة بديلة للمقترح الأمريكي الذي يقضي بإخراج الفلسطينيين من غزة.
نتائج القمة العربية حول إعمار غزة
يقول رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبد العزيز بن صقر، إن إسرائيل لن تقبل بوجود حماس كسلطة تحكم قطاع غزة، ولذلك كان الاقتراح إما أن تكون هناك مجموعة دولية تمثل أطرافًا بعينها وتكون مقبولة من خلال السلطة الفلسطينية، أو تدريب وتأهيل مجموعة من الكوادر وتكون تابعة للرئيس الفلسطيني، وهذا هو الوضع الطبيعي”.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية أن: “الجانب الأمريكي والإسرائيلي لديهما رفضًا لوجود أي قيادة من حماس في إدارة قطاع غزة، وهي نقطة مهمة، وهنالك العديد من القيادات خارج حماس ويمكنهم إدارة هذا القطاع”. موضحًا: “المطالب الإسرائيلية الأساسية قامت على أساس بقاء غزة كمنطقة منزوعة السلاح، وخروج القيادات العسكرية الحمساوية، ووجود إدارة تستطيع إسرائيل التعامل معها، وهنا يمكن التوجه إلى مجموعة دولية مخلوطة بين كافة الأطراف في مرحلة انتقالية إلى أن يتم التثبيت والتأكيد من هذا الجانب”.
وفيما يتعلق بخطة البناء، شدد بن صقر على أن هذه المرحلة تتطلب التوافق السياسي، “لأنك تعمل على أرض تسيطر عليها إسرائيل، وبدون وجوده لا يمكن البدء في تنفيذ أي مشروعات على أرض الواقع من الناحية العملية، لأن الواقع يتطلب التنسيق مع سلطات الاحتلال، والأهم ضمانة لعدم تكرار ما حدث بين الجانبين في 7 أكتوبر 2023”.
إذن من سيدعم إعادة الإعمار في غزة؟
يقول رئيس مركز الخليج للأبحاث، إن ليست كل الدول العربية تمتلك القدرة على تقديم المساعدات المالية بشكل كبير، خصوصًا وأن مجموعة الدول العربية التي تمتلك القدرات محدودة وبالتحديد في الخليج، مضيفًا: “دول الخليج ربما هي التي تكون قادرة بالتعاون مع دول شمال أفريقيا ليبيا والجزائر بحكم أنها دول نفطية لديها دخل، ولكن هي أيضًا لديها ظروفها الاقتصادية”.
وتابع بن صقر: “لا يوجد مشكلة في تبني الدول العربية الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، ولكن وزير الخارجية المصري منذ قليل قال إنه سيتم عقد اجتماع في جدة في 7 مارس للحصول على تأييد الدول الإسلامية، ولذلك فالمقترح يحتاج إلى مشروعية أكبر بتأييد الدول الإسلامية وأيضًا تأييد دولي سواء من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو من بقية الدول التي تتطلع إلى المشاركة”.
وأشار إلى أن هذه الدول لن تقدم مساعدات لإعادة الإعمار أو البناء دون ضمانات ولكن مساعدات إنسانية، موضحًا أن مشروع خطة إعادة الإعمار الذي وافقت عليه القمة العربية أمس في القاهرة، ليس مشروعًا مصريًا فقط، ولكن شاركت فيه لجان من دول عربية عدة ومن بينها المملكة وقطر والإمارات، بما ساهم في الخروج بطرح مرحلي متكامل. مختتمًا: “السؤال هنا هو هل سنستطيع الحصول من خلال التأييد الدولي على مشاركة مالية دولية من البنك الدولي أو صندوق الدولي أو الدول الكبرى التي من الممكن أن تدخر عبر هذا الصندوق لإعادة الإعمار”.
اقرأ أيضًا:
القمة العربية تعتمد خطة مصرية لإعمار غزة
ما هو نفوذ العرب للضغط بشأن الخطة المصرية لإعمار غزة؟
السعودية ومصر تدينان حصار قطاع غزة.. وإسرائيل تربط المساعدات بالإفراج عن الرهائن