تسارع المملكة دائمًا لتكون في قلب الأحداث العربية والإقليمية بل والعالمية أيضًا، إذ إنها لا تدخر جهدًا للتشاور والبحث عن حلول ل تلك الأزمات بما يخدم السلم والأمن العالمي.
ولعل أبرز مثال على دور المملكة في هذا الصدد، هو الاجتماع الأخوي التشاوري الذي استضافته بين قادة دول الخليج ومصر والأردن في الرياض، الأسبوع الماضي، والذي يأتي حرصًا من السعودية على تبادل وجهات النظر والآراء حول الأزمات المختلفة.
دفع مصالح الأمة العربية
يقول أستاذ السياسة بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور خالد الهباس، إن القمة التشاورية تأتي في إطار حرص المملكة والقيادة السعودية على دفع مصالح الأمة العربية في ظل تطورات كثيرة شهدتها المنطقة مؤخرًا، وبالتالي تبادل وجهات النظر والتنسيق المستمر بين القادة أمر ضروري.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “أعتقد أن المملكة دائمًا في قلب الحدث بفضل مكانتها السياسية والاقتصادية، وما عُرف عنها من ثبات في مواقفها ومصداقية والتعاطي مع كافة التحديات التي تواجهها المنطقة وبالتنسيق مع الدول الشقيقة”.
وتابع الهباس: “هنالك قمم واستحقاقات قادمة من بينهم القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها مصر في 4 مارس المقبل، بالإضافة إلى القمة العربية الرسمية العادية التي تستضيفها بغداد في نهاية أبريل القادم، بما يعزز التعاون ودعم الاستقرار في المنطقة، وستكون القضية الفلسطينية في مقدمة المواضيع التي يتبادل القادة الرؤى بشأنها”.
هل يكون هناك تعاطي عربي فعال مع القضايا المختلفة؟
قال الهباس: “ما هو مطمئن هو الجهد الكبير والجهد الملموس خاصة من قِبل المملكة، ورأينا تأثيرها في المصالحة بين روسيا وأمريكا وأيضًا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، والجهود التي تبذلها الدبلوماسية السعودية بشكل كبير جدًا والقمم التي استضافتها، ولذلك أعتقد أن هنالك أملًا كبيرًا في التعاطي العربي الفعال مع القضايا والأزمات رغم تعددها”.
وتابع: “وهذا يتطلب التنسيق مع المجتمع الدولي لأن جزء كبير من هذه القضايا يحتاج إلى مواقف عربية داعمة سواء كان في إطار الأمم المتحدة أو القوى الوازنة على الصعيد الدولي، ولكن مما لا شك فيه أن عقد هذه القمم التشاورية والقمة العربية الإسلامية التي استضافتها المملكة في 2023 و2024، كلها نتج عنها مواقف بناءة ساهمت في تعزيز الموقف العربي وتفعيل الدبلوماسية العربية للتعاطي مع القضايا العالقة في المنطقة”.
الآثار المتوقعة للدبلوماسية السعودية على القضايا العالمية
يقول الهباس إن الرئيس الأمريكي وكذلك الروسي أشادا بالموقف السعودي والجهد المبذول من قِبل المملكة لتعزيز السلام ليس فقط على الصعيد الإقليمي ولكن أيضًا على السلام العالمي، مضيفًا: “لذلك أعتقد أن هذه الجهود والدور الكبير للمملكة وأيضًا علاقتها المتزنة ساعدت المملكة على القيام بهذا الدور الدبلوماسي”.
وأشار الهباس إلى علاقات ولي العهد سواء بالرئيس الأمريكي ولروسي وأيضًا الرئيس الأوكراني وبقية القادة، إلى جانب دورها الدبلوماسي الفعال بشكل عام، إلى جانب المواقف المتزنة والمصالح المتبادلة”، مستكملًا: “أعتقد أن الاستخدام الفعال لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ساهم في تعزيز السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما بددت المملكة الكثير من المخاوف التي ساهمت في تأزم النظام الدولي في الفترات الأخيرة”.
واختتم: “أعتقد أن الجهد الكبير المبذول من المملكة وبالتنسيق مع القوى الفعالية إقليميًا ودوليًا سوف نرى الكثير من الانفراجات في العلاقات الدولية وستصبح أكثر استقرارًا”.
اقرأ أيضًا:
بعد اللقاء التشاوري في الرياض.. ما ملامح مقترح إعادة إعمار غزة؟
يوم التأسيس| إطلاق أسماء الأئمة والملوك على ميادين في الرياض.. هذه مواقعها
لماذا تتناقض تصريحات ترامب حول حرب روسيا وأوكرانيا.. هل ستنتهي قريبًا؟