سياسة أحداث جارية

بعد التلويح بوقفها.. حجم المساعدات الأمريكية لمصر والأردن

بعد التلويح بوقفها.. حجم المساعدات الأمريكية لمصر والأردن

لوّح الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بإمكانية منع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن، حال رفضهما لمقترحه باستقبال عدد كبير من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة بشكل دائم.

وتأتي تصريحاته التي نشرتها وكالة “فوكس” نيوز” مساء أمس الإثنين، لتكون بمثابة تصعيد خطير في محاولات الضغط على البلدين عن طريق المساعدات الأمريكية من أجل خطة وضعها لتحويل غزة إلى ما أطلق عليه “ريفييرا الشرق الأوسط”. ومن المتوقع أن يلتقي ترامب أيضًا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض اليوم وسط هذه التوترات المتصاعدة.

ذهاب بلا عودة

وقال ترامب في وقت سابق إنه يرغب في الاستيلاء على قطاع غزة وتملكه بغرض إعادة تنميته، وهو المقترح الذي قوبل بالرفض والاستنكار من الفلسطينيين أنفسهم ومن الدول العربية والمجتمع الدولي. ولكن وزير الخارجية ماركو روبيو والمتحدثة باسم البيت البيض، كارولين ليفيت، قالا إن هذه الخطة مؤقتة وأن الفلسطينيين سيعودون مرة أخرى بعد الانتهاء من إعادة الإعمار.

ورغم ذلك، عاد ترامب وأكد في تصريحات جديدة يوم الإثنين، عندما تم سؤاله عن عودة الفلسطينيين إلى القطاع، أنهم لن يعودوا مرة أخرى بموجب هذا الاقتراح، في تناقض وتضارب واضح لتصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة. وقال الرئيس المنتخب في تصريحات للصحفيين على طائرته الخاصة إنه يسعى لتملّك غزة، مؤكدًا أنه يستطيع التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومصر في هذا الشأن، وأنه خطته تفرض نزوحًا دائمًا وليس توطينًا مؤقتًا.

رد فعل مصر والأردن

على الجانب الآخر، كان رد فعل مصر والأردن واضحًا بشأن مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيهم، ورفضت الدولتان المقترحات منذ إطلاقها للمرة الأولى. إذ يخشى الأردن الذي ينحدر أكثر من نصف سكانه من أصول فلسطينية حدوث أي اضطرابات داخلية بسبب تدفق النازحين الفلسطينيين، بخلاف تاريخ التوترات الذي عاشه مع الفصائل الفلسطينية.

أما مصر والتي تمتلك حدودًا مع غزة عبر رفح، أعربت عن مخاوفها من أن قبول اللاجئين قد يفرّغ القضية الفلسطينية من مضمونها ويحكم عليها بالموت، بخلاف أن وجود نازحين فلسطينيين قد يحمل مع مخاطر تسلل مسلحين إلى الأراضي المصرية ما ينتج عنه نشاط مسلح قد يدفع إسرائيل للرد عسكريًا.

المساعدات الأمريكية لـ الأردن ومصر

تُعتبر مصر والأردن من أكبر البلدان حصولًا على المساعدات الأمريكية العسكرية والاقتصادية، إذ تلقت الأردن في عام 2023 حوالي 1.69 مليار دولار، فيما تحصل مصر على 1.5 مليار دولار سنويًا ضنمن المساعدات الأمريكية الخارجية. وهو ما يضع البلدين في موقف صعب. وقال ترامب لبريت باير من قناة فوكس نيوز، قبيل اجتماع مقرر مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والذي كان من المقرر أن يعقد يوم الثلاثاء: “إذا لم يوافقوا، فمن الممكن أن أمنع المساعدات الأمريكية”.

وأثار مقترح ترامب ردود فعل واسعة في مختلف أنحاء غرب آسيا، واعتبر الكثيرون أنه بمثابة تأييدًا للتهجير القسري فيما وصفها البعض الآخر بأنها ترقى لتكون تطهير عرقي، كما زادت المقترحات من التوترات قبيل انقعاد الاجتماع بين الرئيس الأميركي وملك الأردن. وفي الوقت نفسه، ظل المتشددون الإسرائيليون يؤيدون منذ فترة طويلة فكرة نقل الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي. وإذا امتثلت الأردن أو مصر لهذه الفكرة، فقد يشكل ذلك سابقة ذات عواقب بعيدة المدى على السكان الفلسطينيين في مناطق أخرى.

كانت مصر أعلنت أنها ستستضيف قمة عربية في 27 فبراير المقبل لمناقشة آخر التطورات بشأن مستقبل الفلسطينيين، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

اقرأ أيضًا:

 إنفوجرافيك| الخارجية الفلسطينية لـ “ترامب”: أرضنا ليست للبيع

 خرق الهدنة: هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار؟

إنفوجرافيك| “ترامب” يواصل تصريحاته الاستفزازية بشأن قطاع غزة