أثار الجدل حول مزاعم تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لموقع Politico اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، خاصة بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيتها إغلاق الوكالة. وبينما انتشرت شائعات تفيد بأن Politico تلقى أكثر من 8 ملايين دولار من الوكالة، كشفت التحقيقات الرسمية أن هذه الادعاءات غير صحيحة.
المزاعم المثارة حول تمويل USAID لـPolitico
مع تصاعد النقاش حول إغلاق USAID، ادعى بعض المحافظين عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الوكالة كانت “تمول بشكل ضخم” موقع Politico، حيث زُعم أن الأخير حصل على أكثر من 8 ملايين دولار من الوكالة خلال السنوات الماضية. هذه الادعاءات لم تقتصر على المستخدمين العاديين، بل شاركها شخصيات بارزة مثل الرئيس ترامب، ووزيرة الإعلام كارولين ليفيت، وحتى الملياردير إيلون ماسك، الذي يرأس “إدارة كفاءة الحكومة” (DOGE) في إدارة ترامب الثانية.
حقيقة تمويل USAID لـPolitico
كشفت مراجعة البيانات العامة على موقع usaspending.gov – وهو مصدر رسمي لتتبع الإنفاق الحكومي – أن Politico لم يتلقَ سوى 44,000 دولار من USAID في عامي 2023 و2024، وليس 8 ملايين دولار كما زُعم. وأوضحت البيانات أن هذه الأموال لم تكن دعمًا ماليًا أو منحة، بل كانت مدفوعات لاشتراكات مؤسسية في E&E News، وهو منشور تابع لـ Politico يركز على قضايا الطاقة والبيئة.
كم كان تمويل USAID لـPolitico بملايين الدولارات
من ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن Politico تلقى بالفعل 34.3 مليون دولار من وكالات حكومية أمريكية مختلفة منذ عام 2014، لكن معظم هذه المبالغ جاءت على شكل اشتراكات في خدمات مدفوعة مثل Politico Pro وE&E News، والتي تقدم محتوى متخصصًا لصانعي السياسات والمسؤولين الحكوميين.
موقف Politico من الادعاءات
ردًا على هذه الشائعات، نشر الموقع بيانًا رسميًا في 6 فبراير 2025، وصف فيه المزاعم بأنها “مضللة” و”خاطئة تمامًا”. وجاء في البيان الذي وقّعه كل من الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية Politico، غولي شيكهولسلامي، ورئيس التحرير العالمي جون إف. هاريس:
“لم نتلقَ أي تمويل حكومي – لا إعانات، لا منح، لا مساعدات. اشتراكات Politico Pro تتم من خلال عمليات شراء معيارية تخضع للإجراءات العامة، تمامًا مثل أي أداة أخرى تشتريها الحكومة لتحسين الكفاءة.”
دور ترامب وإدارته في تأجيج الشائعات
في مؤتمر صحفي في 5 فبراير، صرحت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بأن USAID أوقفت أي مدفوعات متعلقة بـ Politico، مما أعطى الانطباع بأن الادعاءات حول تلقي المنصة الإعلامية ملايين الدولارات كانت صحيحة. لاحقًا، نشر ترامب على منصة Truth Social منشورًا قال فيه إن Politico “يبدو أنها تلقت 8 ملايين دولار”، بينما أشار ماسك إلى أن الوكالة كانت “تغذي وسائل الإعلام الزائفة”.
النتائج والتداعيات
تكشف هذه القضية عن الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة، خاصة عندما تتبناها شخصيات سياسية بارزة. في هذه الحالة، أثبتت البيانات الرسمية أن Politico لم يتلقَ تمويلًا حكوميًا مباشرًا، وإنما اشتراكات مدفوعة مثل أي مؤسسة إعلامية أخرى تقدم خدمات متخصصة للحكومة.
أخيرًا
تبقى هذه الحادثة مثالًا واضحًا على كيف يمكن للمعلومات المضللة أن تكتسب زخمًا كبيرًا في ظل مناخ سياسي متوتر، خاصة عندما يتم التلاعب بالحقائق لتحقيق أجندات سياسية معينة.