إنفوجرافيك أحداث جارية سياسة

تحقيق: حزب الله أدار شبكة سرية في شمال ألمانيا

تحقيق: حزب الله أنشأ شبكة سرية في شمال ألمانيا

كشف تحقيق صحفي عن أن حزب الله تمكّن من تشكيل شبكة سرية في شمال ألمانيا لتكون بمثابة قاعدة أوروبية، اعتمد عليها في جمع الأموال والحصول على معدلات الأسلحة لتأمين أنشطته.

وبحسب التحقيق الذي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” التي تصدر في دولة الإمارات، فإن تلك الشبكة السرية استخدمت المساجد ومجموعات الشباب والكشافة للحصول على الدعم والتأييد إذ يؤديها 1200 شخص في ألمانيا، كما أنها حصلت على مساعدات من بعض منافذ الدعايا. ولفتت الصحيفة إلى أن الشبكة السرية كانت خاضعة لإشراف مباشر من زعيم جماعة حزب الله السابق، حسن نصر الله والذي تم اغتياله في سبتمبر الماضي. وأنها قاومت حملات قمع استخباراتية بدأت منذ شهور في أعقاب حرب غزة.

واعتمدت صحيفة “ذا ناشيونال” على على عدة مصادر في تحقيقها وهي المقابلات، وأوراق المحاكم غير المنشورة، ووثائق الاستخبارات، والمراسلات الرسمية، والمنشورات على شبكة الإنترنت. ويأتي اكتشاف هذه المعلومات بعد مرور 5 سنوات من قرار ألماني بحظر تواجد جماعة حزب الله اللبناني على الأراضي الألمانية.

أبرز المتورطين في شبكة حزب الله السرية

اكتشفت التحقيقات اسم أحد المتورطين في شبكة حزب الله السرية ويُدعى “حسن م”، وكان يقدم تقاريره إلى قيادة حزب الله أثناء سفره إلى ألمانيا للإشراف على الجمعيات اللبنانية وحشد الدعم للجماعة اللبنانية، وتم سجنه العام الماضي. وكان من بين المتورطين الآخرين شخص يُدعى باسم فاضل ر، وتم اعتقاله خلال شهر ديسمبر الماضي. والذي يُزعم أنه حصل على أجزاء من طائرات بدون طيار في ألمانيا لاستخدامها ضد إسرائيل.

ومن المتوقع أن يواجه “فاضل ر” بتهمة استخدام مسجد المجتمع والمراكز الإسلامية لنشر الوعظ عن طريق رجال الدين الشيعة. أما “حسن م” فكان يمتلك علاقات قوية مع جميع أفراد شبكة حزب الله في شمال ألمانيا، وتم وصفه من قِبل المحكمة بأنه “شيخ متجول” وقام بجلات توجيهية في ألمانيا خلال أعوام 2016 و2018 و2023.

وتشير بيانات الرحلات الجوية إلى أن حسن م كان على متن طائرات بين بيروت وبرلين كل عام بين عامي 2018 و2022. كما تم العثور على تقارير متعلقة برحلاته على جهاز “لاب توب” إلى جانب سيرتين ذاتيتين يحملان شعار حزب الله، يحتويان على وصف لعمل حين م لدعم المجموعة وكشافة الإمام المهدي منذ عام 1992.

واشتملت قائدة اتصالاته على أرقام لزعماء مسجد هامبورغ، ومن بينهم سيد موسويفر ورئيسه السابق محمد هادي مفاتح، فضلاً عن أعضاء قسم العلاقات الخارجية لحزب الله. كما كشفت قصاصة ورقية تم العثور عليها في سلة مهملات حمامه على بيانات تتعلق بتواجده في مسجد هامبورغ لحضور مؤتمر لعلماء الدين من ألمانيا وهولندا. وحُكِم على حسن م بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف. كما اتهمت مجموعة الوثائق قائد الكشافة عبدول في مدينة بريمن بالسجن لمدة ثلاث سنوات. وكانت هذه أول إدانات لنشاط حزب الله في ألمانيا.

مجموعة الشباب في المركز الإسلامي

كانت تلك المجموعة دليلًا آخرًا على وجود حزب الله في ألمانيا، إذ اتخذت من جمعية المصطفى وهي مركز إسلامي مقرًا لها، وأثبتت الألوان الحمراء والخضراء والصفراء على زيها الرسمي ولاءها السري للحزب. وتمت الإشارة إلى مجموعة الكشافة في تقرير بثته قناة المنار التابعة لحزب الله. وكانت احتفالات عاشوراء التي التي يشارك فيها فريق الكشافة يتم الإعداد إليها مسبقًا بهدف نقل “الرسالة الدينية إلى الأجيال”، وفق ما قاله مراسل القناة التي تتخذ من لبنان مقرًا لها، علي بيرو.

وعندما داهمت الشرطة المبنى المنعزل المكون من طابقين والذي استضاف الصلاة الشيعية، عثرت على مواد على جهاز كمبيوتر محمول لمجموعة شباب حزب الله، كشافة الإمام المهدي، حيث كانوا يرتدون زيًا متطابقًا تقريبًا. كما تضمنت الأنشطة في جمعية المصطفى أيضًا قراءات ليلة الجمعة لأعمال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ولكن مدينة بريمن اعترفت بأنها لا تمتلك أي معلومات حول ما إذا كانت تلك المجموعة تمكنت من التأثير في الأطفال ي جمعية المصطفى، وما إذا كانوا تحولوا إلى متطرفين ولكن التحقيقات في هذا الاتجاه لا زالت جارية. وفي ديسمبر الماضي، تم اتخاذ قرار بمنع بث محتوى قناة المنار باللغتين العربية والإنجليزية للأطفال الألمان.

المسجد الأزرق

على الجانب الآخر، ارتبط اسم حسن م، بمركز إيراني مزعوم في هامبورج يُدعى “المسجد الأزرق” الذي كانت أجهزة الاستخبارات تراقبه منذ تسعينيات القرن العشرين. وتزعم الاستخبارات الألمانية أن المسجد تم استخدامه كموقع إيراني لنشر دعايا حزب الله والترويج لأنشطة الجماعة. ولكن المسجد لم يقبل تلك الاتهامات ورفع دعوى قضائية ضد رؤساء الاستخبارات الألمانية في هامبورغ، ما اضطر السلطات الألمانية للكشف عن أوراقهم وبعض أسماء مصادرها. فيما قامت السلطات في يوليو الماضي، بحملات تفتيشية على عدة مناطق من بينها بريمن وساكسونيا السفلى في محاولة لتعقب المنتسبين إلى الجماعة.

وعلى أثر ذلك تم إغلاق المسجد في وجه المصلين، فيما قال بعضهم إنهم لم يروا أي دليل على التطرف داخل المسجد، وأكد كريستيان محمد جواد، وهو ألماني اعتنق الإسلام وعضو في الجماعة أنهم يتخذون موقفًا واضحًا ضد جميع أشكال التطرف.

وعلى الرغم من أن ألمانيا “تسارعت بالفعل في اتخاذ خطواتها، وأظهرت قدرًا أقل كثيرًا من التسامح مع أنشطة حزب الله المسلحة في البلاد”، فإنها لا تزال مضطرة إلى إثبات أن المشتبه بهم يدعمون الإرهاب، على حد قول ماثيو ليفيت، وهو محلل سابق لمكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي. وهذا من شانه أن يعرقل جهودها لإغلاق أي كيان يُزعم أنه على صلة بحزب الله.

وبشكل عام توفر الروابط الخارجية التي تربط حزب الله بالخارج شريان حياة له في وقت عانى فيه من تداعي لقوته حتى في لبنان في أعقاب عمليات الاغتيال الإسرائيلية المتلاحقة بحق قادته.

اقرأ أيضًا: حزب الله يُعلن تفاصيل تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين