أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، فرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، في أول رد على الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات الصينية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بنسبة 10%.
وأخطرت الحكومة الصينينة مجموعة من الشركات الأمريكية ومن بينها غوغل بالقرارات الجديدة، فيما سعى بعض صناع السياسات الصينيين لإشراك ترامب في محادثات قد تؤدي إلى تجنب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأشار ترامب يوم الأحد إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون هدفه التالي للرسوم الجمركية، لكنه لم يحدد موعد ذلك.
تداعيات رسوم الصين الجمركية
بحسب تقديرات شركة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث، ومقرها المملكة المتحدة، فمن المقرر أن تنطبق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الصين على نحو 20 مليار دولار من الواردات السنوية، مقابل 450 مليار دولار تنطبق علياها رسوم ترامب الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ اليوم. واعتبر جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في الشركة، في مذكرة، أن الرد الصيني متواضع إلى حد ما مقارنة بالموقف الأمريكي.
على الجانب الآخر، تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على المكسيك وكندا، أمس الإثنين، ووافق على توقف لمدة 30 يومًا مقابل تنازلات بشأن إنفاذ الحدود والجريمة. وكشف متحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب من المرجح أن يتناقش مع الرئيس الصيني بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة في وقت لاحق الأسبوع الجاري، بحسب ما نقته رويترز.
تفاصيل رسوم الصين الجمركية
تتضمن الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين على الواردات الأمريكية، فرض ضريبة بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، إلى جانب ضريبة بقيمة 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وعدد صغير من الشاحنات، إلى جانب سيارات السيدان ذات المحركات الكبيرة التي يتم شحنها إلى الصين من الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى أشارت الصين إلى أنها أصدرت ضوابط تصدير على بعض المعادن، ومن بينها التنغستن وهو أحد المكونات الأساسية للإلكترونيات والمعدات العسكرية والألواح الشمسية. وقد تشمل الرسوم الجمركية البالغة 10% شاحنات إيلون ماسك الكهربائية التي تستوردها الصين من الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الصينية حيز التنفيذ يوم 10 فبراير الجاري، وهو ما يمهد الطريق ويمنح بكين وواشنطن مهلة للتوصل إلى اتفاق يأمل صناع السياسيات الصينيون التوصل إليه مع ترامب وسط تراجع الطلب المحلي في الصين.
اندلاع حرب تجارية مستمرة مع الصين
بدأ ترامب منذ فترة ولايته الأولى حربًا تجارية وحشية استمرت لمدة عامين، والتي شملت فرض رسوم جمركية متبادلة على سلع تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات ما تسبب في اضطراب داخل سلاسل التوريد العالمية والإضرار بالاقتصاد العالمي.
وتوقعت شركة أوكسفورد إيكونوميكس في مذكرة “الحرب التجارية في مراحلها المبكرة” فرض المزيد من الرسوم الجمركية وسط انخفاض التوقعات بشأن النمو الاقتصادي في الصين.حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه قد يزيد الرسوم الجمركية على الصين ما لم توقف بكين تدفق الفنتانيل، وهو مادة أفيونية قاتلة، إلى الولايات المتحدة.
ولكن الصين ترى أن دخول الفنتانيل هو مشكلة خاصة بالولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستعارض الرسوم الجمركية في منظمة التجارة العالمية وستعمل على اتخاذ إجراءات مضادة، ولكنها في نفس الوقت لم تغلق الباب أمام المحادثات. وتستورد الصين نحو 1.7 % من واردتها من النفط الخام من الولايات المتحدة وهي كمية صغيرة بالنسبة لإجمالي الواردات إذ تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار فقط، بينما تستورد بكين 5% من إجمالي وارداتها من الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة.
وأسفر فرض الصين رسوم جمركية على الواردات الأمريكية فلي تراجع أسعار النفط بنسبة 2%، كما أنها قلصت مكاسب الأسهم في هونج كونج. من ناحية أخرى ارتفع الدولار في حين هبط اليوان الصيني واليورو والدولار الأسترالي والكندي، وكذلك البيزو المكسيكي، مما يعكس مخاوف السوق بشأن خطر حرب تجارية عالمية مطولة.
واعتبر جاري نج، كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس في هونج كونج، أن التوصل إلى اتفاق سريع بين الصين والولايات المتحدة لا زال غير مؤكد، مؤكدًا أنه حال التوصل إلى اتفاق سيظل استخدام التعريفات الجمركية واردًا بشكل متكرر، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من تقلب السوق خلال العام الجاري.
اقرأ أيضًا: ترامب يشعل الحرب التجارية.. ماذا بعد الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين؟