شهدت الحكومة الفيدرالية الأمريكية تحولًا جذريًا خلال الأيام الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، حيث تولى فريق يضم مساعدي إيلون ماسك إدارة مكتب إدارة شؤون الموظفين (OPM)، وهو الجهة المسؤولة عن الموارد البشرية لموظفي الحكومة الفيدرالية.. فما تفاصيل هذه القصة؟ وكيف سيكون مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم بالتالي تحت إدارة ترامب وصديقه إيلون ماسك.
إقصاء الموظفين الحكوميين وإجراءات مثيرة للجدل
وفقًا لمسؤولين في OPM، فقد تم تقييد وصول بعض كبار الموظفين الحكوميين إلى أنظمة البيانات الخاصة بالوكالة، والتي تحتوي على معلومات حساسة لملايين الموظفين الفيدراليين، بما في ذلك تواريخ الميلاد، أرقام الضمان الاجتماعي، التقييمات الوظيفية، والعناوين الشخصية. وقال أحد المسؤولين:
“ليس لدينا أي رؤية حول ما يتم فعله بهذه الأنظمة والبيانات. هذا يثير قلقًا كبيرًا، حيث لا يوجد إشراف حقيقي، مما يعرض الأمن السيبراني للخطر.”
تأثير ماسك وهيمنة فريقه على الوكالة
منذ 20 يناير، عندما تولى ترامب منصبه، بدأ فريق من مهندسي البرمجيات والمسؤولين التنفيذيين السابقين في شركات ماسك مثل سبيس إكس وتسلا وذا بورينغ كومباني، بالسيطرة على OPM. وأفاد الموظفون بأن الفريق الجديد قام بجلب أرائك للنوم داخل المكاتب، مما يعكس ثقافة العمل المكثف التي فرضها ماسك سابقًا في تويتر (حاليًا X).
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل كايتي مالاغو، مديرة الإدارة في OPM، إلى مكتب مختلف بعيدًا عن منصبها الأساسي، مما يعكس تغييرات هيكلية مفاجئة داخل الوكالة.
دعوات للموظفين الحكوميين للاستقالة
تضمنت إحدى المذكرات الصادرة عن المدير المؤقت لـ OPM، تشارلز إيزيل، دعوة للموظفين الحكوميين للنظر في عروض شراء الخدمة مقابل راتب ثمانية أشهر، مما يشير إلى مساعٍ واضحة لتقليص حجم القوة العاملة الفيدرالية. ووفقًا لتصريحات أحد موظفي الوكالة:
“لم يكن لدينا أي فكرة عن هذه المذكرات قبل صدورها. نحن نكتشفها بنفس توقيت نشرها للعامة.”
قلق بشأن الشفافية والمساءلة
يشير بعض الخبراء إلى أن هذه التحركات تعكس رغبة ترامب وماسك في إعادة هيكلة البيروقراطية الحكومية عبر فرض رقابة أكثر صرامة على موظفي القطاع العام واستبدالهم بحلفاء موثوقين. في هذا السياق، قال دون موينيهان، أستاذ السياسة العامة في جامعة ميشيغان:
“هذه التحركات تجعل من الصعب على أي شخص خارج الدائرة المقربة من ماسك في OPM معرفة ما يجري داخل الوكالة.”
امتداد تأثير إيلون ماسك
لا تقتصر سيطرة ماسك على OPM فقط، حيث تشير التقارير إلى اضطرابات داخل وزارة الخزانة الأمريكية، حيث استقال ديفيد ليبريك، أرفع مسؤول في الوزارة، بعد صدام مع حلفاء ماسك الذين طالبوا بالحصول على صلاحيات الوصول إلى أنظمة الدفع الحكومية.
مستقبل البيروقراطية الفيدرالية تحت إدارة ماسك وترامب
في الوقت الذي تستمر فيه هذه التغييرات الجذرية، يبقى التساؤل الأهم: هل ستؤدي هذه الإجراءات إلى تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية، أم أنها ستزيد من حالة عدم الاستقرار داخل مؤسسات الدولة؟ من الواضح أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تشكيل غير مسبوقة للبنية الإدارية للحكومة الأمريكية، بقيادة شخصيات خارج الإطار التقليدي للإدارة الفيدرالية، وعلى رأسهم إيلون ماسك.