إنفوجرافيك أحداث جارية تقنية

منع DeepSeek من استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي مهمة صعبة

منع DeepSeek من استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي مهمة صعبة

ساد القلق الأمريكي مرة أخرى بسبب شركة ديبسيك الصينية بعد شكوك في استفادتها من البيانات الخاصة بشركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية من خلال عملية تُسمى “التقطير”، بحسب كبار مستشاري البيت الأبيض.

وتقول مصادر تنفيذية ومستثمرون في وادي السيليكون، إن وقف عملية التقطير التي يقوم فيها نظام ذكاء اصطناعي بالتعلم من نظام ذكاء اصطناعي آخر وقد يكون منافس، هو عملية صعبة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أثارت فيه شركة DeepSeek الصينية للذكاء الاصطناعي جدلًا واسعًا بعد إطلاقها نموذج R1 والذي ينافس نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية الكبرى مثل تشات جي بي تي من شركة OpenAI، كما أن تكلفته أقل أيضًا بما يضرب بجميع معتقدات الخبراء عن حاجة نماذج الذكاء الاصطناعي لأموال طائلة عرض الحائط.

كيف استفادت DeepSeek من التقطير؟

من خلال عملية التقطير يقوم نموذج أقدم وأكثر رسوخًا للذكاء الاصطناعي بتقييم الإجابات التي يقدمها نموذج أحدث مثل ديبسيك، وهو ما يساهم في نقل الخبرات التعليمية إليه بشكل فعّال، وهو ما يرجح خبراء التقنية أنه حدث مع DeepSeek. وهذا يعني أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني ربما استفاد من النماذج الأمريكية بما سمح له ببناء نموذجه وجني فوائد الاستثمارات الضخمة دون تكبد تكاليف ومصروفات زائدة. ويُعد التقطير عملية مشابهة لما يحدث بين الباحثين الأكاديميين، كما أنها تقنية شائعة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ولكن في حالة ديبسيك، كان الأمر مخالفًا لشروط الخدمة لبعض النماذج البارزة التي طرحتها شركات التقنية الأمريكية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك OpenAI، وتقول الشركة إنها تُجري الآن تقييمًا للتأكد مما إذا كانت شركة ديبسيك استخدمت التقطير للاستفادة من نماذجها أم لا، مؤكدة أنها تعلم بوجود مجموعات صينية تعمل على تكرار النماذج الأمريكية من خلال تلك التقنية.

ويقول نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة داتابريكس التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، نافين راو، إن التعلم من المنافسين أمر طبيعي ولذلك سيكون استخدام التقطير ليس غريبًا خصوصً إذا كانت سياسية الشركة لا تحظره. وشبه راو هذا بكيفية قيام شركات صناعة السيارات بشراء محركات بعضها البعض ثم فحصها، مؤكدًا أن هذ يحدث في أي مجال يحتمل المنافسة، وإذا كانت المعلومات قابلة للاستخراج والتداول إن الجميع سيسعى لمعرفتها والتفوق عليها.

المزيد من القيود الأمريكية

بدوره، اعتبر مرشح الرئيس دونالد ترامب لمنصب وزير التجارة والذي سيشرف على ضوابط التصدير المستقبلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هوارد لوتنيك، لمجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة تأكيد يوم الأربعاء، إنه يعتقد أن شركة ديبسيك أساءت استخدام التقنية، وهو ما يحتاج لفرض قيود للحفاظ على صدارة الولايات المتحدة في هذا المجال، متعهدّا بتنفيذ ذلك، بحسب قوله. وقالت شركة OpenAI أنها ستعمل مع الحكومة الأمريكية لحماية التكنولوجيا الأمريكية، على الرغم من أنها لم توضح كيفية القيام بذلك.

وتأتي المخاوف الأمريكية الجديدة من استخدام الصين لنماذج الذكاء الاصطناعي الامريكية لتُعيد إلى الذاكرة التخوفات من استخدام بكين لتقنيات أشباه الموصلات الأمريكية والتي فرضت عليها الولايات المتحدة أيضًا قيودًا على الرقائق وأدوات التصنيع التي يمكن شحنها إلى الصين، وتدرس تقييد العمل على بعض التقنيات المفتوحة.

هل يمكن منع التقطير؟

بحسب الخبراء قد يكون منع التقطير عملية غير سهلة، موضحين أن ديبسيك كان يريد إثبات أن عينة صغيرة نسبيًا من بيانات نموذج أكبر قد تساعد في تطوير قدرات نموذج ذكاء اصطناعي أصغر. من ناحية أخرى قد يكون رصد عمليات المرور الكبيرة في نماذج تحظى بملايين المستخدمين مثل ChatGPT ومنصات مثل ميتا وغيرها، وتنزيل بياناتهم واستخدامها في مراكز البيانات الخاصة، أمر صعب اكتشافه.

وقال أوميش بادفال، المدير الإداري لشركة Thomvest Ventures: “من المستحيل إيقاف تقطير النماذج عندما يكون لديك نماذج مفتوحة المصدر مثل Mistral و Llama. فهي متاحة للجميع. ويمكنهم أيضًا العثور على نموذج OpenAI في مكان ما من خلال العملاء، ولكن المتحدث باسم شركة ميتا لرويترز إن الترخيص الممنوح لنموذج لاما التابع للشركة يتطلب من أولئك الذين يستخدمونه في التقطير الكشف عن هذه الممارسة”.

منع DeepSeek من استخدام الذكاء الاصطناعي الأمريكي مهمة صعبة

اقرأ أيضًا: إنفوجرافيك| مقارنة بين DeepSeek وChatGPT.. أيهما أفضل؟