في مواجهة الفجوة المستمرة بين العرض والطلب على الأعضاء، تظهر فكرة إعادة زراعة الأعضاء كحل مبتكر قد يغيّر حياة الآلاف من المرضى. مع تسجيل أكثر من 46,000 عملية زراعة أعضاء في الولايات المتحدة خلال عام 2023 – وهو رقم قياسي – تظل الحاجة إلى الأعضاء أعلى من أي وقت مضى، إذ يُضاف شخص جديد إلى قائمة الانتظار كل ثماني دقائق.
هل يمكن إعادة زراعة الأعضاء؟
إعادة زراعة الأعضاء، أو “إعادة الزراعة”، هي إجراء طبي يهدف إلى استخدام عضو مزروع سابقًا في مريض جديد. على الرغم من أن هذا الإجراء ما زال في مراحله التجريبية، إلا أن الأطباء مثل الدكتور نيمه نصيري من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس يرونه “ممكنًا ومرغوبًا”. الفكرة هي استغلال الأعضاء المزروعة بشكل أمثل بدلاً من إهدارها، مما يمدد عمر العضو ويزيد من فرص إنقاذ الأرواح.
التحديات الطبية والإجرائية
رغم التفاؤل، فإن إعادة الزراعة تصاحبها تحديات طبية وإجرائية كبيرة. أحد أبرز التحديات هو خطر رفض العضو من قبل الجهاز المناعي للمريض الجديد. يقول الدكتور براديب كادامبي، خبير زراعة الكلى في جامعة فلوريدا، إن الأعضاء التي يتم إعادة زراعتها قد تحمل بروتينات إضافية من المريض السابق، مما يزيد من خطر رفض العضو.
كما أن العمليات الجراحية السابقة تترك ندوبًا وتغيرات في الأوعية الدموية، ما يجعل الإجراء أكثر تعقيدًا. ويضيف نصيري أن تلف الأنسجة، وقِصر الأوعية الدموية، ومدة توقف العضو عن الدورة الدموية ترفع من مستوى المخاطر أثناء الجراحة.
فرص النجاح: بين المخاطر والاحتياجات
على الرغم من المخاطر، يرى الخبراء أن إعادة زراعة الأعضاء يمكن أن تكون خيارًا حيويًا في الحالات الحرجة. على سبيل المثال، متوسط وقت الانتظار للحصول على كلية من متبرع متوفى يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، ما يجعل إعادة الزراعة بديلاً هامًا في بعض الحالات. يوضح الدكتور كادامبي أن “المخاطر أعلى، لكن مع الظروف المناسبة، قد تكون العملية ناجحة”.
تجربة بعض المستشفيات أكدت أن إعادة الزراعة قد تؤدي إلى نتائج إيجابية، رغم حدوث بعض المضاعفات غير المتوقعة. لكن يتطلب الأمر شراكة وثيقة بين الأطباء والمرضى لاتخاذ القرار الصائب.
أفق جديد في زراعة الأعضاء
مع تزايد التحديات التي تواجه التبرع بالأعضاء، تقدم إعادة الزراعة بصيص أمل. يدعم هذا التوجه التقدم المستمر في العلاجات المثبطة للمناعة وتحسين التقنيات الجراحية، مما يعزز من فرص نجاح هذا الإجراء التجريبي.
إعادة زراعة الأعضاء قد لا تكون الحل النهائي لأزمة نقص الأعضاء، لكنها خطوة كبيرة نحو تحقيق استدامة أكبر في زراعة الأعضاء وإنقاذ المزيد من الأرواح. في عالم يعتمد على الابتكار لمواجهة الأزمات الصحية، تبدو إعادة الزراعة كجزء من الحل المستقبلي.