تظل مسألة إعادة إعمار غزة إحدى القضايا الحرجة التي تواجه القطاع، بعد الحرب المدمرة التي استمرت لنحو 15 شهرًا.
ومع بدء الفلسطينيين في قطاع غزة مغادرة مخيماتهم والعودة إلى منازلهم بعد نجاح التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وجد الكثير منهم أنه لم يتبق شيء مما تركوه.
حول القصف الإسرائيلي والعمليات البرية أحياء بأكملها في العديد من المدن إلى صحراء قاحلة مبعثرة بالأنقاض، حيث تنتشر هياكل المباني المتفحمة وأكوام الحطام في كل الاتجاهات.
تقديرات تكلفة إعادة إعمار غزة
باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، قدرت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن 69% من المباني في القطاع تضرّرت أو دُمّرت، بما في ذلك أكثر من 245 ألف منزل، وهي أرقام مهمة لأخذها في الاعتبار عند تقدير تكلفة إعادة إعمار غزة.
وقدر البنك الدولي الأضرار بنحو 18.5 مليار دولار أميركي في الأشهر الأربعة الأولى فقط من الحرب.
وتتراوح تقديرات تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بعد أكثر من عام من القصف من 50 إلى 80 مليار دولار أو أكثر.
وتقول الأمم المتحدة إنه إذا استمر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على غزة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، فإن الأمر سيستغرق 350 عامًا حتى يتعافى القطاع.
وأظهر تقييم للأمم المتحدة للأضرار صدر هذا الشهر أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفتها القصف قد تستغرق 21 عامًا وتكلّف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.
ويلقي الاحتلال باللوم في الدمار على حماس، التي أشعلت الحرب بهجومها في 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
وأسفر الهجوم الانتقامي للاحتلال عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وتعتقد الأمم المتحدة أن نقل الأنقاض سوف يكون معقدًا بسبب احتوائها على كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة وغيرها من المواد الضارة، فضلاً عن بقايا بشرية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في الغارات الجوية ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على البدء في مشروع إعادة إعمار يستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات في مرحلته النهائية، بعد إطلاق سراح جميع الرهائن المائة المتبقين وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، ولكن الوصول إلى هذه النقطة سوف يتطلب الاتفاق على المرحلة الثانية والأكثر صعوبة في الاتفاق، والتي لا تزال بحاجة إلى التفاوض.
وفي هذه الحالة، فإن القدرة على إعادة البناء سوف تعتمد على الحصار، الذي طالما ندد به المنتقدون باعتباره شكلاً من أشكال العقاب الجماعي.
ويقول الاحتلال إن الحصار ضروري لمنع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية، مشيرة إلى أن الأنابيب الأسمنتية والمعدنية يمكن استخدامها أيضاً في الأنفاق والصواريخ.
