يحتفل العالم في 21 يناير من كل عام باليوم العالمي للأديان، والذي يتم خلاله تسليط الضوء على أهمية التسامح الديني وتقبل كل منها للآخر وتفعيل المزيد من الحوار بينهم. ويؤكد الاحتفاء بهذا اليوم على أهمية التفاهم بين الأديان في إحلال السلام والوئام بين الشعوب.
وتم إقرار اليوم العالمي للأديان بناءً على اقتراح مقدم من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في الأمم المتحدة في عام 2010. كما تبنت الجمعية العامة الاقتراح معلنة الأسبوع الأول من فبراير فترة للاحتفال به كأسبوع للوئام بين الأديان.
إقرار “التسامح الديني” في المدارس والجامعات
في ظل انتشار الكراهية والخطاب الديني التحريضي في أنحاء مختلفة من العالم، تزايدت المطالب بتدريس مادة “التسامح الديني” في المدارس والجامعات وقبول الآخر بغض النظر عن عقيدته. وبحسب دراسة حديثة أجرتها رابطة مكافحة التشهير، فإن 6 من كل 10 طلاب جامعيين خضعوا لتدريبات حول التنوع والمساواة والشمول بنسبة 55.8%.
وكشفت أبحاث أخيرة أن نحو ثلثي من أعضاء هيئة التدريس خضعوا لنفس التدريبات، ولكن في نفس الوقت لا تدعم المدارس والجامعات الأخرى التدريبات المتعلقة بالتسامح الديني. وفش استطلاع ADL أفاد أقل من واحد من كل خمسة طلاب جامعيين (18.1%) أنهم شاركوا في تدريب على القبول الديني مثل درس معاداة السامية.
وفي الولايات المتحدة، دعت الحكومة الفيدرالية الكليات والمدارس لتقديم تدريبات على القبول الديني ومكافحة التمييز والكراهية، وذلك من خلال المواد التعليمية، في ظل استمرار تصاعد حوادث العنف الديني. إذ شهد الحرم الجامعي ارتفاعًا في نسبة الحوادث المعادية للسامية بنسبة 00% خلال السنة ونصف الأخيرة، بحسب صحيفة “ميامي هيرالد”. وخلال الفترة بين أكتوبر وديسمبر 2023، وثقّت جماعات حقوق الإنسان الإسلامية نحو 3600 شكوى ضد المسلمين والفلسطينيين، مرتفعة بنسبة 178% عن العام الماضي، بحسب تقديرات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.
الجهل بالتمييز ضد الأديان
كشفت دراسة أجرتها اللجنة اليهودية الأمريكية في عام 2021، أن نصف الأمريكيين في الفئة العمرية بين 19 و29 عامًا والذين يشكلون النسبة الأكبر من الكليات، لا يعرفون الكثير عن التمييز ضد الديانات الأخرى، كما أن الأمريكيين غافلين تمامًا عن التمييز ضد ديانات مثل المسلمين والرجال السيخ الذين يعانون من التحيز والعنف والخوف لفترات طويلة.
وأظهرت نتائج مسح أجراه مركز بيو للأبحاث في عام 2019 أن 52% من الأمريكيين لا يعرفون شيئًا على الإطلاق عن الإسلام. وكشف الاستطلاع أيضًا أن نصف الأمريكيين لا يعرفون شخص مسلم واحد شخصيًا. ولذلك بات التعليم الوسيلة الوحيدة للقضاء على الجهل ووقف الكراهية، كما أن التقارب مع الأشخاص من أديان أخرى قادر على إذابة جبل الجليد، إذ كشف مركز بيو للأبحاث أن الأمريكيين غير المسلمين الذين يتعرفون إلى شخص مسلم يكونوا أكثر قابلية لتبني وجهة نظر إيجابية عن الإسلام وأقل اعتقادًا أنه ديان ة تحث على العنف.
اقرأ أيضًا: العشاء الأخير.. اتهامات بازدراء الأديان تواجه افتتاح أولمبياد باريس 2024