أثار اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب بيتر هيجسيث، المذيع السابق في قناة فوكس نيوز والمخضرم في حروب العراق وأفغانستان، لشغل منصب وزير الدفاع جدلاً واسعاً في واشنطن. يُنظر إلى هيجسيث باعتباره تجسيداً لتوجهات ترامب، رغم افتقاره للخبرة التقليدية المطلوبة لهذا المنصب. وبالنظر إلى جلسة الاستماع المليئة بالتوترات، تتضح معالم حقبة جديدة في السياسة الدفاعية الأمريكية.
دعم جمهوري ومواجهات ديمقراطية
شهدت جلسة تأكيد ترشيح هيجسيث مواجهات حادة بينه وبين أعضاء الحزب الديمقراطي، الذين وصفوه بأنه غير مؤهل لتولي قيادة البنتاغون. ركز الديمقراطيون على افتقاره للخبرة في السياسة الدفاعية وعلى مواقفه المثيرة للجدل، بما في ذلك آراؤه السلبية حول برامج التنوع في الجيش، وتاريخه الشخصي المليء بالادعاءات. ومع ذلك، لم تؤثر هذه الانتقادات على الدعم الجمهوري القوي لهيجسيث. فقد أكدت السيناتورة الجمهورية جوني إرنست دعمها لترشيحه بعد جلسة الاستماع، قائلة إنه “أجاب بشكل كافٍ على جميع الأسئلة”.
ترامب يدافع بقوة عن ترشيح هيجسيث
ركز الجمهوريون في دفاعهم عن هيجسيث على تجربته العسكرية ومواقفه “غير التقليدية”، التي تعكس توجهات ترامب لإعادة تشكيل البيروقراطية الدفاعية. برز هيجسيث كمدافع شرس عن ترامب خلال الجلسة، مهاجماً “الهجوم الليبرالي” على الجيش ومؤكداً التزامه بإعادة الجيش الأمريكي إلى أصوله القتالية. ومع ذلك، أثارت مواقفه المتعلقة بالسياسة الخارجية العديد من الأسئلة. فشل هيجسيث في تقديم إجابات واضحة حول القضايا الحيوية، مثل استراتيجيات التعامل مع شرق آسيا، أو كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، بل وترك تساؤلات حول مدى استعداده للتعامل مع أوامر ترامب المثيرة للجدل، مثل احتمال غزو أراضٍ مثل جرينلاند.
انتقادات حادة لتاريخ بيتر هيجسيث
ركز الديمقراطيون على تاريخ هيجسيث الشخصي وآرائه المثيرة، ووجهوا أسئلة حادة حول قدرته على تحمل مسؤوليات المنصب. السيناتور تامي داكويرث طالبت بتوضيحات حول فهمه للتحالفات العسكرية، بينما وجهت السيناتور كيرستن جيليبراند انتقادات حادة له بسبب مواقفه السابقة ضد النساء وأفراد مجتمع الميم في الجيش. رغم الانتقادات، بدا أن هيجسيث يتبنى المواجهة كموقف استراتيجي، متعهداً بمواصلة خطابه الصريح والمعادي للمؤسسات التقليدية.
تداعيات سياسية لتعيين هيجسيث وزيرًا للدفاع
يمثل اختيار هيجسيث انعكاساً لسياسة ترامب القائمة على كسر القواعد التقليدية. في حين يرى أنصاره أنه مرشح “من خارج الصندوق” يعبر عن تطلعات حركة “ماغا”، يعتبر منتقدوه أنه قد يُعرّض الولايات المتحدة لمخاطر جديدة، خاصة في ظل تعقيدات السياسة الدولية. ورغم انقسام الآراء حول ترشيحه، فإن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ قد تسهم في تأكيده وزيراً للدفاع، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة في إدارة البنتاغون.
أخيرًا
يشكل ترشيح بيتر هيجسيث اختباراً حقيقياً لطبيعة العلاقة بين السلطة التنفيذية والكونغرس في عهد ترامب. وبينما يراه البعض فرصة لتغيير النهج التقليدي في وزارة الدفاع، يخشى آخرون أن تؤدي مواقفه غير التقليدية إلى زعزعة استقرار السياسة الدفاعية الأمريكية في وقت حساس من التحديات العالمية.