بدأت حالة الطقس العاصف التي تسببت في اندلاع حرائق لوس أنجلوس خلال الأيام الماضية في التراجع تدريجيًا مع ضعف الرياح الملحوظ، ولكن وسط توقعات بعودة رياح سانتا آنا مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل.
ويأتي التحسن في الظروف الجوية تزامنًا مع التقدم الكبير الذي حققه رجال الإطفاء في احتواء النيران الني تسببت في غابات كاليفورنيا، وهو ما يمنحهم المساعدة في تحقيق المزيد من التقدم في عملهم والسماح للسكان بالعودة إلى أحيائهم. في الوقت نفسه تم إلغاء حالة “الوضع الخطير” التي تم إعلانها بداية من اندلاع الحرائق والتي تُشير إلى احتمال اندلاع المزيد من الحرائق، دون أن تُسفر الأوضاع عن نمو كبير في الحرائق خلال اليومين الماضيين كما كان متوقعًا من قبل خبراء الأرصاد الجوية الذين قالوا إن الرياح العاصفة قد تستمر حتى اليوم الخميس.
مخاوف من تطور رياح سانتا آنا
وتتوقع الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في لوس أنجلوس أن تنخفض درجات الحرارة، إلى جانب تحرك طبقة بحرية عميقة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومع ذلك تثير رياح سانتا آنا القلق من تغير تلك الأحوال الأسبوع المقبل، ولكن خبراء الأرصاد يقولون إنها لن تصل إلى ظروف الطقس التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي. ويقول خبراء الأرصاد إن اتجاه الرياح من المقرر أن يتغير يوم الجمعة المقبلة ما سيترتب عليه زيادة الهواء الرطب الذي يرفع مستوى الرطوبة النسبية في المنطقة، ولكن المخاوف تتصاعد من احتمال تطور رياح سانتا آنا في وقت لاحق يوم الإثنين وحتى يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل.
اتهامات بشأن احتواء حرائق لوس أنجلوس
ولم تحدد السلطات بعد سبب الحرائق الكبرى في ما من المقرر أن تصبح كارثة الحرائق الأكثر تكلفة في البلاد، حيث قتل ما لا يقل عن 25 شخصًا ودمرت آلاف المنازل. ولكن بالتزامن مع ذلك تم القبض على بعض الأشخاص الذين قاموا بإشعال حرائق صغيرة متفرقة خلال الأيام الماضية، من بينهم شخص أشعل النيران في شجرة بزعم أنه يحب رائحة الأوراق المحترقة، وفق رئيس شرطة لوس أنجلوس، جيم ماكدونيل.
وواجه مسؤولو لوس أنجلوس، الذين تعرضوا بالفعل لانتقادات بسبب جفاف صنابير المياه، المزيد من الأسئلة. وبحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز، فإن مسؤولي الإطفاء لم يضاعفوا أعداد رجال الإطفاء المناوبين الثلاثاء الماضي مع انتشار الحرائق، واكتفوا بنشر 5 من كل 40 رجل دفاع مدني فقط. هذا ولم يستدع القسم أيضًا رجال الإطفاء خارج الخدمة حتى بعد اندلاع حريق باليساديس.
ولكن رئيسة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، دافعت عن قراراتها وقالت إن الحماية المدنية بذلك ما في وصفها لتقليل أعداد الضحايا، وعلى الرغم من القدرات المحددة للإدارة إلى أن الأطقم أظهرت استجابة سريعة من خلال طلب المساعدة من وكالات أخرى كما أنها استدعت رجال إطفاء خارج الخدمة. من ناحية أخرى أعلنت كاليفورنيا أنها حصلت على تمويل فيدرالي إضافي للمساعدة في إصلاح البنية التحتية العامة. ومن المقرر استخدام المنحة الممنوحة من FEMA في إزالة الأنقاض، فضلاً عن إعادة بناء الطرق والجسور والمرافق العامة ومشاريع الأشغال العامة الأخرى التي تضررت بسبب الحرائق.
وكشف المسؤولون أن عمليات رصد الأضرار الناجمة عن حريق باليساديس اكتملت بنسبة 30%، ولكن لا توجد معلومات مؤكدة حول مواعيد فتح المناطق المتضررة مرة أخرى والتي تشهد حركة مستمرة من جانب الفرق المتخصصة في تقييم الخسائر.
اقرأ أيضًا: سر المنزل “المعجزة”.. نجا من حرائق لوس أنجلوس المدمرة