منوعات

السفاحون العرب.. وجوه الجريمة التي أرعبت المجتمعات

رغم أن المجتمعات العربية معروفة بتقاليدها الصارمة وترابطها الاجتماعي، فإن هناك حالات استثنائية خرج فيها أفراد عن كل القواعد الإنسانية، ليصبحوا رموزًا للشر والرعب.

هنا نسلط الضوء على أشهر السفاحين العرب الذين تركت جرائمهم أثرًا دامغًا في تاريخ المنطقة، مع استعراض خلفياتهم، دوافعهم، وطرقهم في تنفيذ الجرائم.

سفاح صنعاء

كان آدم عمر، السوداني الأصل، يعمل موظف مشرحة في جامعة صنعاء، واستغل وظيفته لاستدراج ضحاياه من الفتيات، حيث كان يظهر وجهًا ودودًا، ويدعي تقديم خدمات تساعدهن في القبول الجامعي أو توفير عمل.

وفي المشرحة حيث كان يستدرج الفتيات، اغتصبهن ثم قتلهن بوحشية، قبل أن يقوم بدفن جثثهن داخل أو حول حرم الجامعة، واكتشفت جرائمه بعد العثور على جثة إحدى الفتيات، مما كشف عن عشرات الجرائم المشابهة.

وفي عام 1999، أُلقي القبض عليه وأُدين بقتل 16 فتاة، وأثناء المحاكمة، ادعى قتل 51 شخصًا في بلدان أخرى، لكنه تراجع لاحقًا عن هذا الاعتراف، وأُعدم رميًا بالرصاص في ساحة عامة بصنعاء.

الزوجان السفاحان

كان بلال موسى وزوجته سوزان إبراهيم، يتظاهران بأنهما زوجان مسالمان، لكنهما كانا يخططان لسرقة وقتل ضحاياهما. وكانا ينتقيا أهدافهما بعناية من بين الأشخاص الذين يثقون بهما، مثل الأصدقاء والجيران.

كان الزوجان اللذان يعيشان في الأردن يستدرجان الضحايا إلى منزلهما أو مناطق معزولة بحجة المساعدة أو تقديم الطعام، قبل أن يقتلاهم بطريقة وحشية، مستخدمين السم أو الضرب العنيف.

وبعد اكتشاف جرائمهما هربا إلى ليبيا، لكن الإنتربول قبض عليهما وسلمهما إلى السلطات الأردنية. وأُعدم بلال شنقًا في 2005، بينما حُكم على سوزان بالسجن المؤبد نظرًا لدورها الأقل في تنفيذ الجرائم.

سفاح كرموز

عرف سعد إسكندر عبدالمسيح بملامح وجهه البريئة التي كانت تخفي وراءها مجرمًا متحجر المشاعر، وُلد في أسوان وانتقل إلى الإسكندرية للعمل مع شقيقه في مخزن غزل.

اشتهر إعلاميًا بـ«سفاح كرموز»، حيث يُعتقد أنه قتل 19 سيدة وفتاة كان يستدرجهن بوسامته، لكن تم محاكمته على قتل سيدتين ورجلين فقط.

بدأت سلسلة جرائمه بقتل سيدة عجوز للاستيلاء على مجوهراتها، ولكن لسوء حظه شاهدته إحدى جاراتها، فحاول قتلها وضربها بعنف. تمكنت الشرطة من القبض عليه، وصدر حكمان بالإعدام ضده، وتم إعدامه في 25 فبراير 1953.

طبيب الموت

كان لؤي الطائي يعمل كطبيب في مستشفى كركوك خلال فترة الفوضى الأمنية في العراق بعد الغزو الأمريكي، حيث استغل منصبه الطبي لارتكاب سلسلة من الجرائم لصالح إحدى الجماعات الإرهابية.

اعتاد لؤي إيقاف أجهزة التنفس عن المرضى أو حقنهم بمواد قاتلة، متظاهرًا بأنه يحاول إنقاذهم، كان الطبيب القاتل يختار ضحاياه بعناية، وغالبًا ما كانوا من الجنود أو الشرطة، ويدّعي وفاتهم بسبب أسباب طبية.

بعد اكتشاف جرائمه، اعترف بقتل 43 شخصًا، وعدَّ أفعاله جزءًا من «عمل مقاومة»، وأُلقي القبض عليه عام 2006، وأُعدم بعد محاكمة سريعة.

سفاح الجيزة

سقط قذافي فراج، المعروف بـ«سفاح الجيزة» (محافظة مصرية)، في قبضة الأجهزة الأمنية في عام 2020، بعد 5 سنوات من ارتكاب جرائم قتل ونصب واحتيال.

بلغت حصيلة قتلاه 4 ضحايا، وهم: صديقه المقرب المهندس رضا، وزوجته فاطمة، ونادين شقيقة زوجته، وزوجة أخرى.

واستغل قذافي ثقة المقربين منه لارتكاب جرائمه، حيث كان يستدرجهم إلى أماكن معزولة ثم يقتلهم ويدفن جثثهم، وتم الكشف عن جرائمه بعد اختفاء ضحاياه وتراكم الشكوك حوله، مما أدى إلى اعتقاله ومحاكمته.

سفاحا التاكسي

كان الأخوان جورج وميشيل من عائلة مسيحية في منطقة المتن اللبنانية، حيث تحولا من حياة عادية إلى حياة الجريمة بحثًا عن المال وسرقة السيارات.

استهدفا سائقي التاكسي في بيروت وضواحيها، بحجة الركوب معهم في رحلات طويلة، وأثناء الطريق، كان أحدهما يطلق النار على السائق بينما يتولى الآخر القيادة، ثم يسرقان السيارة ويبيعانها.

تم التعرف عليهما بعد تتبع هاتف أحد الضحايا الذي استخدماه بعد الجريمة، وألقي القبض عليهما وحوكما بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد.

الجلاد السعودي

عمل عودة الثبيتي في إحدى المناطق الريفية بالسعودية، لكنه كان يحمل حقدًا دفينًا تجاه العمالة الأجنبية، خاصة الخادمات الآسيويات.

كان يستدرج الخادمات بحجة تقديم المساعدة أو العمل، قبل أن يحتجزهن في أماكن معزولة، حيث يعذبهن بوحشية حتى الموت، وغالبًا ما كان يشوه جثثهن في محاولة لتضليل السلطات.

تم القبض عليه بعد العثور على جثث متفرقة في المناطق التي عاش فيها، وصدر بحقه حكم الإعدام بالصلب، وهي من أشد العقوبات في المملكة، ونُفذ الحكم علنًا.

خط الصعيد

وُلد محمد منصور في أسيوط عام 1907، واشتهر بلقب «الخط»، بدأ مسيرته الإجرامية بقتل أحد أبناء قريته انتقامًا لمقتل أحد أقاربه، ثم هرب إلى الجبال ليصبح من «المطاريد».

ومع مرور الوقت، التف حوله الهاربون من الأحكام والخارجون على القانون، وشكّل عصابة للسرقة والنهب والقتل وقطع الطرق.

وتُشير التقارير إلى أن عصابته ارتكبت أكثر من 20 جريمة قتل وشروع في قتل، وفي عام 1947، قُتل «الخط» في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة أثناء تسلمهم فدية لصبي خطفه.