أعلن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد الموافق 19 يناير 2025.
وأكد الشيخ محمد خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم الأربعاء، أن الجهود المشتركة بين مصر، قطر، والولايات المتحدة الأمريكية أسهمت بشكل كبير في دفع المفاوضات إلى الأمام، مما أدى إلى التوصل لهذا الاتفاق التاريخي الذي يهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة في القطاع.
تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق
الاتفاق، الذي يعتبر نقطة تحول في مسار الصراع، يبدأ بمرحلة أولى تشمل إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً تحتجزهم حركة حماس.
وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن ما يقارب ألفي أسير فلسطيني، منهم 250 من أصحاب الأحكام المؤبدة، بالإضافة إلى قرابة ألف معتقل تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023.
كما تشمل هذه المرحلة انسحاب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد (المعروف بشارع البحر) مما يسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم.
إشراف دولي على وقف إطلاق النار
أكد رئيس الوزراء القطري أن فرقاً مشتركة من قطر، مصر، والولايات المتحدة ستعمل على متابعة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وستشرف لجنة مصرية قطرية على عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، مع ضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من المناطق السكنية إلى حدود قطاع غزة بعمق 700 متر.
تبادل الأسرى والتزامات الأطراف
المرحلة الأولى من الاتفاق تضمنت نقاشات مكثفة حول فئات الأسرى، فبينما كانت إسرائيل تسعى لتوسيع الفئات المشمولة بالاتفاق لتضم أسراً إضافية من جنود الاحتياط، نجحت الوساطة في ضمان التوافق على الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين، مع إدراج أصحاب الأحكام الطويلة ضمن المرحلة الأولى.
انسحاب تدريجي وفتح المعابر
بجانب تبادل الأسرى، ينص الاتفاق على فتح معبر رفح للسماح بخروج الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج بعد أسبوع من بدء تنفيذ الاتفاق. كما ستخفف إسرائيل وجودها العسكري في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، مع خطة انسحاب تدريجي لاحقاً.
التزام بالهدوء المستدام
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن الأطراف ستواصل العمل مع حركة حماس وإسرائيل لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان استدامة الهدوء. كما أكد أن الوساطة المشتركة تضع على عاتقها مسؤولية مراقبة أي خروق محتملة.
ردود الأفعال الدولية والمحلية
في سياق متصل، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن دعمه للاتفاق، واصفاً إياه بـ”الإنجاز الكبير”.
كما أعلنت حركة حماس موافقتها على الاتفاق ووصفت خطواتها بأنها تعكس المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة بسبب العدوان الإسرائيلي.
خطوات نحو المستقبل
يُعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خطوة أولى ضمن ثلاث مراحل متفق عليها، ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية في منتصف الفترة الأولى، وتتضمن مزيداً من الانسحابات الإسرائيلية والإفراج عن الأسرى.
أما المرحلة الثالثة، فستركز على إعادة الإعمار وضمان استدامة السلام في المنطقة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا: