افتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، اليوم الأربعاء، مؤتمر التعدين الدولي 2025 في نسخته الرابعة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأكد الخريف خلال كلمته في الافتتاح، حرص المملكة على نجاح المؤتمر وتحقيقه لأهدافه المنشودة حيث تمكن خلال سنوات قليلة أن يصبح المنصة العالمية الأبرز لقطاع المعادن حول العالم، كما أسهم في تشكيل مستقبل القطاع وتحقيق نموه المستدام.
وقال الخريف: “أعتقد أننا محظوظون في المملكة بالنجاح الذي حققه قطاع التعدين، خصوصًا في ظل التحول العالمي في مجال الطاقة والذي يحتاج إلى المزيد من التقدم التقني، كما أننا نرى الكثير من الفرص التي يمكن أن نظهرها كبلاد، والتعدين حينما يأتي بشكل جيد يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الأنشطة الاجتماعية والتعددية الاقتصادية”.
وتابع: “التعدين مرتبط لدينا بجميع الأنشطة الأخرى فلا يمكن استثنائه واعتباره نشاط مستقل بذاته لأن ذلك سينتج عنه التقصير لأننا لن نحصل على القيمة الكاملة للقيمة المضافة. والقطاع يُعد الأسرع نموًا في العالم بإمكانات معادن تُقدّر بـ2.5 تريليون دولار”. وأشار إلى أن المملكة تسعى للترويج إلى منافسة جيدة والذي يتطلب التفريق بين الممارسة الجيدة والسيئة، ومن أبرزها التعقب واستصدار شهادات لهذه المعادن والتي سيتم استخراجها من أماكن معينة تحقق توازن بين اهتمامات المستثمر واستثمارات الدولة. واستكمل: “لا بد أيضًا من تطوير التقنيات والذي يسمح لنا أن نصبح أكثر إنتاجية وأن تكون متسمو بكفاءة الطاقة””.
مستقبل التعدين في المملكة
لفت الخريف خلال كلمته في مؤتمر التعدين الدولي 2025 إلى أن القطاع سيشهد خلال العام الجاري فرصًا جديدة للاستكشاف والتنقيب في مناطق جديدة والذي يحقق أهداف المملكة في تطوير قطاع التعدين.
وأعلن الخريف إطلاق مبادرة “استديو الابتكار التعديني” والتي تستهدف استقطاب المواهب العالمية وتبني التقنيات الحديثة بشكل أسرع. إلى جانب الإعلان عن إنشاء أول مراكز للتميز وشبكة تمتد عبر إفريقيا وغرب آسيا ووسطها لدعم التعاون الإقليمي في قطاع التعدين، بما يخدم تعزيز ريادة المملكة في القطاع عالميًا ودعم الاقتصاد الوطني.
الاستثمار في التعدين داخل أفريقيا
فيما يتعلق بسؤال حول المنافسة العالمية في أفريقيا، ولمن ستكون له اليد العليا والدولة التي ستوقع أفضل الصفقات في ظل البيئة المنافسة القوية بوجود الصين وأوروبا والولايات المتحدة، قال الخريف إن الانتقال في الطاقة لن يحدث بدون أفريقيا. مضيفًا: “الموارد الموجودة في أفريقيا فيما يتعلق بالنسبة المئوية مقابل إسهاماتها في السوق هي فجوة كبيرة جدًا علينا أن نعالجها، ومن سيقوم بالشيء الصحيح في هذا الجانب سيكون له اليد العليا، اليوم الاستثمار يجب أن يحدث ليس فقط في جانب الاستثمار ولكن كذلك في البنية التحتية”.
وتابع الخريف: “هناك الكثير من الأصول في أفريقيا ولكنها متخلفة عن الركب بسبب تحديات البنية التحتية وليس الاستخراج، وأعتقد أن الأمر مرتبط بالوقت وهذا ما نحاول أن نعززه هنا في منتدى التعدين الدولي، نريد أن نعرف كيف نحل التحديات المالية وتحديات البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية، والأهم من ذلك الأمن، والذي بدونه لن يمكن تحقيق تلك الاستثمارات”.
وأشار إلى الحاجة لعلاقات وثيقة بين الحكومات والقطاع الخاص، مبديًا تمنياته أن تكون تلك المنصة داعمه لهذا الزخم وكذلك من خلال العمل الثنائي والمؤسسات الثنائية الأطراف. موضحًا: “أعتقد أن التقنية تسمح لنا بالقيام بالمزيد مقارنة بالماضي وأن نحظى بالانتقال بوتيرة أسرع لتحقيق المزيد من الأهداف المختلفة”.
من جانبه، قال وزير المالية محمد الجدعان، إن توفير البيانات يسهم في تطوير قطاع التعدين وأي قطاع آخر، مشيرًا إلى أن وجود استثمارات مبكرة وبيانات تتعلق بالتعدين مع وجود أمور فنية محددة وتخصيص الموازنة لذلك والمسوحات الجيولوجية المختلفة للقطاع وتقديم الدعم للشركات.
اقرأ أيضًا: الأسرع نموًا.. ريادة عالمية لقطاع التعدين السعودي