ألقت السلطات الأمنية في كوريا الجنوبية القبض على رئيس البلاد، يون سوك يول، بتهمة التمرد بسبب فشل الأحكام العرفية التي أدت إلى شيوع حالة من الاضطرابات في البلاد. وهي المرة الأولى التي يتم اتخاذ مماثل ضد رئيس كوري جنوبي.
كما أصدر البرلمان قرارًا بعزله وتم تعليق منصبه، ولكن هذا القرار لن يكون ساريًا قبل أن تحكم المحكمة الدستورية بذلك. ويضع اعتقال يون النهاية للمواجهات التي استمرت لأسابيع بين المحققين وفريق الأمن الرئاسي بعد أن أخفقوا في اعتقاله يوم 3 يناير الجاري في أعقاب مواجهة استمرت 6 ساعات. ولكن خلال وقت متأخر من مساء أمس، تمكن ألف فرد من المحققين المسلحين من حصار مقر إقامته في وسط سيول ومعهم سلالم مكنتهم من تسلق الحافلات التي تحيط بسور المكان ثم قطعوا الأسلاك الشائكة. وبعد ساعات قليلة تم إعلان القبض على يون.
ولكن يول – 64 عامًا – قال في مقطع فيديو تم نشره قبل اعتقاله مباشرة إنه سيتعاون مع المحققين، مؤكدًا في نفس الوقت أن مذكرة الاعتقال غير صالحة قانونيًا خصوصًا بعد الطريقة التي دخلوا بها إلى منزله من خلال معدات مكافحة الحرائق، وأنه قرر التعاون معهم لمنع سفك الدماء.
ماذا حدث خلال التحقيق مع رئيس كوريا الجنوبية؟
خلال التحقيقات التي جرت في أعقاب الاعتقال، قال المحققون إن يول ظل صامتًا طوال فترة الاستجواب، وانتقد محاموه التحقيق قائلين إن مكتب التحقيقات المركزي ليس لديه أي سلطة للتحقيق في مزاعم التمرد ضد يون. في المقابل أكد مسؤولو المحكمة العليا ووزارة العدل أن مذكرة الاعتقال قانونية. ومن المتوقع أن يتم نقل يون من مقر جهاز الاستخبارات المركزي إلى مركز احتجاز قريب ليتم وضعه داخل الحبس الانفرادي لاعتبارات قانونية. ويعاقب قانون كوريا الجنوبية بالسجن مدى الحياة أو الإعدام في جريمة قيادة التمرد.
وتمنح مذكرة الاعتقال السلطات في كوريا الجنوبية الحق في اعتقال يول لمدة 48 ساعة أي حتى الساعة العاشرة صباحًا من يوم الجمعة المقبل. وبعد ذلك سيتطلب احتجازه لفترة أطول من مسؤول الاستخبارات الرئيسي التقدم بطلب جديد للحصول على مذكرة اعتقال أخرى. وخلال عملية الاعتقال تجمع مجموعة من أنصار ومعارضي يول في مكان الواقعة، وندد المعارضون بحكمه وقالوا إنه وقته قد انتهى، فيما حمل المؤيدون لافتات مكتوب عليها “أوقفوا السرقة” مطبوعة باللغة الإنجليزية ولوحوا بأعلام الولايات المتحدة على اعتبار أن يول محافظًا متشددًا وحليفًا قويًا لأكبر قوة في العالم.
من هو يون سوك يول رئيس كوريا الجنوبية المعتقل؟
ذاع صيت يون وطنيًا عندما قام بملاحقة قضية الفساد ضد رئيسة البلاد السابقة بارك كون هيه في عام 2016. ولكن عهده مع السياسية بوصوله إلى كرسي الحكم في عام 2022، عندما هزم منافسه الليبرالي لي جاي ميونغ بأقل من 1% من الأصوات، وكانت تلك النتيجة مشابهة لحد كبير لنتيجة الانتخابات في عام 1987.
في هذا الوقت كانت كوريا الجنوبية تشهد انقسامات شديدة بشأن قضايا النوع الاجتماعي، تمكن يوم من جذب الناخبين الشباب بعد أن ترشح في مناصب مناهضة للنسوية. كما تبنى يون موقفًا متشددًا تجاه كوريا الشمالية. وعندما قرر إعلان الأحكام العرفية استشهد بالدولة الشيوعية، وقال إنه بحاجة للتخلص من مناهضي الدولة، في حين أن الأمر بدا واضحًا أنه يتعلق بمشكلاته الداخلية أكثر من التهديدات الشمالية.
وكان ليون عدة أخطاء تسببت في تراجع شعبيته خلال حملته الانتخابية في 2022، وكان من بينها وصف الرئيس الاستبدادي تشون دو هوان، الذي أعلن الأحكام العرفية وكان مسؤولاً عن مذبحة المتظاهرين في عام 1980 بأنه “سياسي جيد” واضطر للتراجع عن تلك التصريحات.
وفي وقت لاحق، أنكر يون إهانته للكونغرس الأمريكي في تصريحات صادرة عنه بعد لقاء جمعه بالرئيس جو بايدن في نيويورك، وتم تداول مقاطع فيديو له على نطاق واسع وهو يلقي كلمة ترحيبية على أعضاء الكونغرس كان معناها “أغبياء”. وعلى مستوى السياسة الخارجية، كان له بعض النجاحات أبرزها تحسين العلاقات المتوترة تاريخيًا مع اليابان.
اقرأ أيضًا: أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يستغيثون بترامب.. لماذا؟