سياسة علوم

كيف ستغير الصين خريطة الطاقة النووية في المستقبل؟

تشهد الطاقة النووية تطورًا كبيرًا حول العالم، مع خطط طموحة لزيادة قدرتها التشغيلية في العديد من البلدان، حيث تُقدّر القدرة العالمية للطاقة النووية بـ 396 جيجاوات، مع زيادة مرتقبة تصل إلى 299 جيجاوات بفضل مشروعات مفاعلات جديدة في مراحل الإعلان أو ما قبل البناء والبناء.

وتعد الولايات المتحدة حاليًا الدولة الرائدة في هذه الصناعة بقدرة تصل إلى 102 جيجاوات حتى يوليو 2024، تليها فرنسا بـ 64 جيجاوات، ثم الصين بـ 58 جيجاوات، فروسيا بـ 29 جيجاوات وكوريا الجنوبية بـ 27 جيجاوات، وأخيرًا كندا بـ 15 جيجاوات.

ولكن الوضع الراهن في مجال الطاقة النووية على وشك التغيير، حيث من المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة في السنوات القادمة.

وتعمل الصين على تطوير 104 مفاعل نووي في 22 محطة طاقة، وهي تمثل قدرة إضافية تبلغ 118 جيجاوات، وإذا تم الانتهاء من هذه المشاريع، فستكون قدرة الصين الإجمالية 176 جيجاوات، متفوقة على الولايات المتحدة

كيف ستتغير خريطة الطاقة النووية في المستقبل؟

على الرغم من أن الولايات المتحدة ستظل في المرتبة الثانية، فإن الفارق في القدرة النووية بينها وبين الصين سيزداد بشكل كبير. ففي حين أن الولايات المتحدة تخطط لإضافة 7 جيجاوات فقط من الطاقة النووية الجديدة، عبر 30 مفاعلًا جديدًا في 8 محطات، فإن إجمالي القدرة النووية في الولايات المتحدة سيرتفع إلى 109 جيجاوات إذا تم تشغيل جميع هذه المفاعلات.

ومع ذلك، من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب بعض التحديات، مثل إغلاق بعض المفاعلات القديمة مثل مفاعلات محطة «ديابلو كانيون» في عام 2030، مما سيؤدي إلى فقدان نحو 5 جيجاوات من القدرة النووية، وهو ما يعني أن الصين ستظل متفوقة في السنوات المقبلة.

أما على الصعيد الدولي، فتُعد الهند من أبرز الدول التي تعمل على تطوير قدراتها النووية بشكل ملحوظ. حيث تخطط لبناء 31 مفاعلًا عبر 9 محطات نووية، مما يعادل قدرة إضافية تبلغ 32 جيجاوات.

وتشير هذه المشاريع إلى أن الهند ستكون في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث أكبر الخطط لبناء مفاعلات نووية جديدة، ما يعكس طموحاتها في استخدام الطاقة النووية كأحد المصادر الأساسية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.

وعلى جانب آخر، تواصل روسيا التخطيط لإضافة 21 جيجاوات من الطاقة النووية الجديدة، في حين تعتزم المملكة المتحدة إضافة 15 جيجاوات، ورومانيا 15 جيجاوات أيضًا، بينما تسعى تركيا لبناء محطات نووية جديدة بقدرة 15 جيجاوات. كما أن بولندا التي لا تمتلك طاقة نووية حاليًا، قد بدأت في التوجه نحو بناء محطات نووية بقدرة تصل إلى 14 جيجاوات.

وتُعد هذه المشاريع جزءًا من التوجه العالمي نحو تعزيز مصادر الطاقة المستدامة وتنويعها، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من تأثيرات التغير المناخي.

علاوة على ذلك، فإن بعض الدول التي لا تمتلك طاقة نووية حاليًا، مثل تركيا ومصر وإندونيسيا وكينيا، قد بدأت في تطوير خطط لبناء محطات نووية لتلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة، مما يعكس تحولًا تدريجيًا نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.

وتمثل هذه المشاريع خطوة مهمة نحو تحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة وتعزيز أمنها الطاقي في المستقبل.

بذلك، يُتوقع أن تشهد خريطة الطاقة النووية تغييرات كبيرة في المستقبل القريب، ما يعكس التحولات الجذرية في السياسات الطاقوية للدول حول العالم، ويعزز الدور المتزايد للطاقة النووية في توليد الطاقة المستدامة.

كيف ستغير الصين خريطة الطاقة النووية في المستقبل؟