تصاعدت الاشتباكات في الخرطوم بحري بعد الهجوم المباغت الذي شنّه الجيش السوداني شمال المدينة، ما أدى إلى مواجهات عنيفة مع قوات الدعم السريع منذ ليل أمس السبت.
وتركزت المعارك على مواقع استراتيجية في المدينة، إذ استخدم الجيش المدفعية الثقيلة لإطلاق قذائف صاروخية استهدفت مواقع متعددة لقوات الدعم السريع، خاصة قرب محور مصفاة تكرير النفط، حيث تمكن الجيش من تحقيق تقدم مفاجئ يوم أمس.
السيطرة على ود مدني .. مكاسب استراتيجية للجيش
في تطور لافت، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، جنوب شرقي الخرطوم.
وتُعد مدينة ود مدني موقعًا استراتيجيًا يصل بين مختلف مناطق البلاد، ما يمنح الجيش مكاسب عسكرية هامة على الأرض.
جاءت عملية السيطرة في إطار جهود القوات المسلحة لتنظيف وتمشيط القرى والبلدات المحيطة، ما يعزز من قدرة الجيش على إعادة هيكلة دفاعاته ومواجهة قوات الدعم السريع.
من يسيطر على الخرطوم الآن؟
تتكون العاصمة السودانية الخرطوم من ثلاث مدن رئيسية: الخرطوم، أم درمان، والخرطوم بحري.
في أم درمان، يسيطر الجيش على معظم المناطق باستثناء أجزاء صغيرة في الجنوب والغرب التي ما زالت تحت قبضة الدعم السريع.
أما في الخرطوم بحري، فإن الجيش يُحكم سيطرته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي وبعض الأجزاء الشمالية والشرقية.
في الخرطوم نفسها، يحتفظ الجيش بمواقع استراتيجية مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على وسط المدينة وأحياء في الجنوب والشرق، بما في ذلك القصر الرئاسي.
اعتراف دولي يضعف الدعم السريع
أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الشعب السوداني، وأدى هذا الإعلان، إلى جانب العقوبات الأمريكية على قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو “حمديتي” وسبع شركات تابعة له،إلى إضعاف موقف الدعم السريع سياسيًا ودبلوماسيًا.
وأكد الكاتب الصحفي فتح الرحمن يوسف أن هذه التطورات ستسهم في محاكمة الدعم السريع أمام القضاء السوداني والمحكمة الجنائية الدولية، مما يعزز من قوة الجيش ويقوض النفوذ السياسي والعسكري للميليشيات.
أهمية ود مدني في المشهد السوداني
تجمل عودة الجيش إلى السيطرة على مدينة ود مدني أهمية مزدوجة، فعلى المستوى العسكري، تمثل نقطة استراتيجية تعزز من تحركات الجيش جنوب العاصمة.
أما على المستوى الرمزي، فهي تعكس بداية لاستعادة الاستقرار في السودان، وفقًا للكاتب فتح الرحمن يوسف.
وأشار يوسف إلى أن احتفالات السودانيين في المناطق المحيطة بالمدينة تعكس الأهمية الكبيرة لود مدني كخطوة نحو تحقيق السلام وبناء مستقبل السودان الجديد.
الخرطوم بحري في قلب المعركة
مع استمرار المعارك في الخرطوم بحري، يتجه الصراع نحو تصعيد أكبر، خاصة مع أهمية المواقع الاستراتيجية في المدينة. ومع تزايد الضغوط الدولية على قوات الدعم السريع، يبدو أن السيطرة على المدينة ستكون مفتاحًا لتحديد ملامح المرحلة المقبلة في الصراع الدائر في السودان.
يمكنك أت تقرأ أيضًا:
الجيش السوداني يُحكم سيطرته على ود مدني.. ما أهميتها؟
