شهدت الغابات في عدة مناطق من ولاية لوس أنجلوس الأمريكية حرائق مدمرة بسبب الرياح القوية والظروف الجوية الجافة، ما تسبب في التهامها لآلاف الأفدنة من الأراضي في ظل محاولات بائسة من رجال الإطفاء للسيطرة على النيران.
وبحسب ما نقلته شبكة “بي بي سي” فإن الحرائق مستمرة في الانتشار بسرعة كبيرة، وكان أكبرها في منطقة باسيفيك باليساديس التي يقطن بها العديد من المشاهير وأدى إلى تدمير ما يزيد عن 1000 مبنى ليكون الحريق الأكثر تدميرًا في تاريخ لوس أنجلوس. واندلع الحريق يوم الأربعاء، في منطقة هوليوود هيلز المطلة على هوليوود، وانتشرت سحب الدخان الكثيفة في الطرق القريبة من الحريق ما أدى لتعطيل حركة السيارات في منطقة هوليوود بوليفارد.
أكبر 5 حرائق في لوس أنجلوس
ما زالت الحرائق منتشرة في 5 مناطق وهي الأكبر داخل الولاية وهي:
- حريق باليساديس.. أكبر الحرائق النشطة والتي تمتد بين سانتا مونيكا وماليبو، وتسبب الحريق في التهام ما يزيد عن 17 ألف فدان وأجلى نحو 300 ألف شخص.
- حريق إيتون.. وهو الثاني من حيث المساحة وموقعه في شمال باسادينا، والتهم الحريق أكثر من 0 آلاف فدان، وأسفر عن حوالي 5 وفيات حتى الآن.
- حريق هيرست.. شمال شرق المدينة وتسبب في حريق نحو 850 فدانًا.
- حريق ليديا.. تم الإبلاغ عنه في التلال الواقعة شمال لوس أنجلوس، وتسبب في احتراق 350 فدانًا.
- حريق “صن سيت”.. وقع هذا الحريق في منطقة هوليود هيلز التاريخية بالقرب من العديد من المعالم الشهيرة، ومن بينهم لافتة هوليود وتسبب في مساحة محترقة قدرها 50 فدانًا.
وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على حريقين وهما:
- حريق وودلي.. شهدت حريقًا صغيرًا في الحديقة المحلية بمساحة محترقة وصلت إلى 30 فدانًا.
- حريق أوليفاس.. شهدت في البداية حريقًا صغيرًا في مقاطعة فينتورا على بعد حوالي 50 ميلاً (80 كم) شرق لوس أنجلوس وأسفر عن مساحة محترقة قدرها 11 فدانًا.
وقال رجال الإطفاء إنهم تمكنوا من السيطرة على حريق صن سيت بدعم من سرعة التعامل مع الحريق وبسبب أن الطبيعة كانت أطلف مما كانت عليه أمس، وفق قائد إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس إيريك سكوت. وكانت قوة الحرائق عرقلت حركة الطيران لبعض القوت أمس مما منع جهود مكافحة الحرائق. وأسفرت الحرائق التي اندلعت في حي باسيفيك باليساديس الساحلي وكذلك في ألتادينا، وهو مجتمع يقع بالقرب من باسادينا في تدمير نحو 2000 منزل وشركة ومنشآت أخرى وهو عدد قابل للزيادة.
إجلاء المواطنين
أصدرت السلطات في لوس أنجلوس قرارات بإجلاء نحو 130 ألف شخص، بعد أن دمرت الحرائق نحو 108 كيلومترات مربعة. وطالت الأضرار العديد من المدارس، ووجد رجال الإطفاء في باسادينا صعوبة في احتواء الحرائق بسبب الرياح الشديدة التي ساهمت في تأجيج النيران ونشرت الجمر المشتعل على مسافة عدة أميال. وامتدت ألسنة اللهب نحو الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والأثرياء، بما في ذلك كالاباساس وسانتا مونيكا، موطن الأغنياء والمشاهير في كاليفورنيا. وأدت الحرائق إلى فقدان كل من ماندي مور وكاري إلويس وباريس هيلتون منازلهم. وفقد آخرون منازلهم التي عاشوا فيها لمدة 45 عامًا.
لماذا اندلعت الحرائق؟
عادة ما يبدأ موسم حرائق الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرار وقلة الأمطار وهو أمر متعلق بالتغيرات المناخية، بحسب بيانات حديثة. ويتسبب تأخر هطول المطار في استمرار موسم الحرائق خلال الشتاء لفترة أطول، وفق جمعية رؤساء الإطفاء الغربية. وساهمت الرياح الجافة، بما في ذلك سانتا آنا سيئة السمعة، في ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى من المتوسط في جنوب كاليفورنيا، التي لم تشهد أكثر من 0.1 بوصة (2.5 مليمتر) من الأمطار منذ أوائل شهر مايو.
وبلغت سرعة الرياح 129 كيلومترًا في الساعة أمس الأربعاء، بحسب التقارير التي تلقتها هيئة الأرصاد الجوية الوطنية. ومن المرجح أن تستمر الحرائق حتى يوم الجمعة ولكن بسرعات رياح أقل. وعلى أثر ذلك أعلن الرئيس جو بايدن حالة الطوارئ الفيدرالية في عقاب زيارة إلى محطة إطفاء سانتا مونيكا. كما أوقفت العديد من استوديوهات هوليوود الإنتاج، وأغلقت استوديوهات يونيفرسال حديقتها الترفيهية الواقعة بين باسادينا وباسيفيك باليساديس.
وتركت الحرائق 330 ألف شخص بدون كهرباء في جنوب كاليفورنيا حتى أمس الأربعاء، بحسب موقع التتبع PowerOutage.us.
اقرأ أيضًا: ما هي رياح “سانتا آنا” التي أججت حرائق لوس أنجلوس؟