ارتبط الفن بالكثير من الحرف التراثية في منطقة الخليج، حيث عهد القدماء على الغناء أثناء العمل لتسليتهم ورفع عزيمتهم أثناء العمل، ومن هذا مهنة النهام، فما الذي نعرفه عنها؟
معلومات عن النهام
كان النهام قديما هو من يمارس فن النهمة، وهو أحد الفنون الشعبية القديمة، الذي كان مقتصرًا على البحّارة في سواحل الخليج.
تغنّى الأجداد بفن النهمة حينما كانوا يبحرون بسفنهم للتجارة أو الصيد أو الغوص لاستخراج اللؤلؤ من وسط الخليج العربي.
وتعني كلمة النهمة بلوغ الهمة، وهو لفظ يشير إلى الغرض الرئيسي من أداء النهام، وهو تشجيع البحارة على القيام بأعمالهم.
وتحوّل الأمر بمرور الزمن من مجرد وسيلة لتسلية وتشجيع البحارة إلى فن خالص له قواعده ولونه الغنائي.
وتأثّر فن النهمة بخليط من الفنون العدنية والخليجية والهندية والأفريقية لاتصال البحارة المباشر بتلك الثقافات في رحلات التجارة.
ويستلهم النهام إنشاده والأصوات المصاحبة من أصوات الموج وهدير البحر وصرير الصواري.
ويؤدي النهام أغانٍ تعبّر في العادة عما في صدور البحّارة من ألم فراق الأهل والبعد عن الديار، وأخرى تشجعهم على تحمل المشقة والصبر، إلى جانب بعد الابتهالات والدعاء التي تريح القلوب.
ويلقى فن النهمة اهتمامًا كبيرًا من المؤسسات الثقافية في منطقة الخليج، ففي مهرجان الساحل الشرقي بالسعودية، الذي أقيم بمتنزه خادم الحرمين الشريفين على كورنيش الدمام، منتصف عام 2020، أدى أشهر نهامو الخليج، مجموعة من أشهر الأغاني التراثية.
وبالعودة إلى العام 2016، أطلقت المؤسسة القطرية العامة للحي الثقافي، جائزة كتارا لفن النهمة تحت مسمى “نهام الخليج”، فاز بموسمها الأول النهام القطري علي المري.
وفي النسخة السابقة من المسابقة، التي نظمت في النصف الأول من 2024، فاز البحريني أحمد مشعل البورشيد بالمركز الأول، تلاه السعودي عليي بن حيدر السيهاتي بالمرتبة الثانية، ثم الكويتي علي حسين عبد الحميد ومواطنه صالح عبدالعزيز دشتي، في المركزين الثالث والرابع على التوالي.
ويعكس هذا التنوع حجم التشابه بين ثقافة وفنون دول الخليج، وبشكل خاص في فن النهمة.
وحسب باحثين في التراث الخليجي، لم يكن النهام يضطلع بأي مهمة على السفينة غير الغناء والترفيه عن النفوس، ومع ذلك، عامله قادة السفن معاملة البحارة، فيأخذ أجرًا كاملًا، وقد يهبه إكرامية إضافية من حر ماله، تسمى “شرهة”.
اقرأ المزيد: القلافة.. هندسة صناعة السفن في السعودية قديمًا
