أحداث جارية سياسة

معطيات تسهّل على “ترامب” مهمة وقف حرب غزة

يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد نحو أسبوعين لتولي مهامه كرئيس للولايات المتحدة، بعد فوزه بالانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وتتزامن بداية الولاية الثانية لترامب كرئيس للولايات المتحدة مع معاناة العالم من توترات جيوسياسية في مناطق مختلفة، فروسيا في حرب مع أوكرانيا منذ 2022، وتتعاون دول الغرب بقيادة أمريكا الطرف الثاني، كما أن الشرق الأوسط في صراع غير مسبوق منذ عقود، حيث يواصل الاحتلال عدوانه على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بدعم أمريكي أيضًا.

ووعد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بإحلال السلام في العالم ووقف الحروب، خاصة تلك المشتعلة بين روسيا وأكرانيا، والأخرى بين الاحتلال وأطراف عربية.

هل سيكون وقف حرب غزة سهلًا على “ترامب”؟

قال أستاذ الفلسفة السياسية، الدكتور رامي خليفة العلي، إن “الفهم الغربي للحرب الموجودة في قطاع غزة هي أنها مواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى”.

وأضاف الدكتور رامي خليفة العلي، في مقابلة عبر الفيديو مع برنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية أنه “خلال الفترة الماضية تم تحقيق كثير من الضربات التي وجهت إلى المحور الإيراني في المنطقة، أهمها عمليًا سقوط نظام بشار الأسد، والذي كان يمثل واسطة العقد في النفوذ الإيراني الذي يمتد من الضاحية الجنوبية في بيروت إلى طهران، والآن تم قطع هذه الأفعى في الشرق الأوسط”.

وتابع “العلي”: “هنالك ضعف كبير يعتري المحور الإيراني، ففي لبنان تم إضعاف حزب الله بشدة، نتيجة لاغتيال الصف الأول من القادة”.

وأوضح أستاذ الفلسفة السياسية: “ينتج كل ذلك وضعًا وتوازنات في المنطقة مختلفة تمامًا عما كان سائدًا، بالإضافة إلى أن الحرب في قطاع غزة ذهبت بعيدًا وحققت كثيرًا من الأهداف التي كانت تريدها إسرائيل”.

وواصل: “من حيث لمبدأ، تم تحقيق الكثير من الأهداف قبل وصول ترامب إلى سدّة الحكم، وتبقى هنالك بعض الترتيبات الأساسية والجوهرية السياسية”.

هل تذهب المنطقة لحرب شاملة في 2025؟

أجاب الدكتور رامي خليفة العلي على هذا السؤال بالقول: “لا، لن تكون هناك مواجهة شاملة، رغم أن عام 2024 شهد مواجهات مباشرة، ولكن المواجهة الشاملة في 2025 أمر مستبعد لأنه سيؤدي إلى نتائج خطيرة على الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف: “يمكن الدخول في حرب ولكن التحكم بنتائجها سيكون أمرًا في غاية الصعوبة، رغم ان إيران ضعفت كثيرًا خلال الفترة الماضية”.

وبيّن: “الدخول في مواجهة شاملة مع طهران ستكون لها تداعياتها الكبيرة، والمختلف هذه المرة أن الولايات المتحدة وإسرائيل أجبرتا إيران على تغيير استراتيجيتها؛ لأنها كانت تدافع عن أمنها القومي عبر الميليشيات الموجودة في الدول العربية المجاورة، والآن هذا الخيار ليس واردًا، وهنالك احتمال لاحتواء الخطر الإيراني بالنسبة للولايات المتحدة”.