في عام 1974، صدرت موافقة الملك فيصل بن عبد العزيز على إنشاء المجلة العربية، لتكون منبرًا ثقافيًا يعبر عن تطلعات العرب ويحتفي بتراثهم وإبداعهم.
صدر العدد الأول في عام 1975 من بيروت تحت إشراف الوزير حسن آل الشيخ ورئاسة الدكتور منير العجلاني، ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، انتقلت المجلة إلى الرياض، حيث واصلت رحلتها في تعزيز الهوية الثقافية العربية.
رسالة ثقافية متنوعة
منذ تأسيسها، حملت المجلة رسالة ثقافية متنوعة، حيث توسعت موضوعاتها لتشمل الأدب، التاريخ، الفن، المرأة، الاقتصاد، البيئة، والفلسفة، مما عزز مكانتها كمصدر للإلهام الفكري والمعرفي. كما أولت اهتمامًا خاصًا برموز الثقافة العربية، مقدمة إسهامات ثرية من كتاب وأدباء من مختلف الأجيال.
التفاعل مع العصر الرقمي
مع تطور التقنية، حرصت المجلة على التكيف مع العصر الرقمي، حيث أطلقت موقعها الإلكتروني في عام 2010، مما أتاح لقرائها في جميع أنحاء العالم الوصول إلى أرشيفها الثري.
كما فعّلت حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، لتعزيز التفاعل مع جمهورها وتقديم محتوى أكثر حيوية ومواكبة للمتغيرات.
إنجازات بارزة في خمسين عامًا
احتفلت المجلة بإصدار عددها الـ500 في عام 2018، وهو إنجاز يعكس مسيرة طويلة من العطاء الثقافي.
واستمرت في إثراء مكتبة قرائها بإرفاق كتيبات مميزة ضمن كل عدد، كما أطلقت سلاسل كتب تغطي مجالات متنوعة مثل التراث، الترجمة، وتأليف الكتب.
رؤية تتوافق مع تطلعات المملكة
تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، تطمح المجلة العربية إلى تعزيز دورها كمركز ثقافي شامل.
وقد شهدت هذه المرحلة تأسيس دار المجلة العربية للنشر والترجمة، مما يدعم توجهاتها نحو الانفتاح على العالم وتقديم الثقافة السعودية والعربية في صورة عصرية.
هدية اليوبيل الذهبي
بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها، قررت المجلة تقديم نسخة من عددها الأول الصادر في عام 1975 كهدية لقرائها.
يحتوي العدد على دراسات ومشاركات إبداعية لعدد من رواد الثقافة، مما يعيد إحياء البدايات المشرقة للمجلة ويؤكد مكانتها كرمز للثقافة العربية.
تُعد المجلة العربية نموذجًا للالتزام الثقافي والوطني، فطوال خمسة عقود، استطاعت أن تكون صوتًا يعبر عن الحضارة العربية، من مملكة الثقافة إلى سماوات المعرفة العالمية، مقدمة إسهامات لا تُنسى في مسيرة الفكر والإبداع العربي.