صحة

ابتهال الغامدي.. قصة سعودية خاطرت لإنقاذ حياة شاب لا تعرفه

ابتهال الغامدي

تحولت الشابة السعودية ابتهال الغامدي إلى رمز للإلهام على منصات التواصل الاجتماعي، بعد كشف تفاصيل تبرعها بكليتها لشاب لا تعرفه لإنقاذ حياته.

ابتهال الغامدي تضرب مثالًا في العطاء

بدأت القصة قبل عام تقريبًا، عندما كانت ابتهال الغامدي تتصفح منصة “سناب شات” على هاتفها، حتى استوقفها منشور عن حالة شاب يعاني من مرض الفشل الكلوي، ويحتاج إلى متبرع بكلية ليكمل حياته بصورة طبيعية، فاستنهض بداخلها مشاعر نبيلة.

اعترت “ابتهال”، البالغة من العمر 38 عامًا، حالة من التعاطف مع الشاب، فاتخذت قرارها بأن تكون سببًا في تغيير حياته إلى الأفضل.

كان الشاب عبدالعزيز بن محمد العمري، البالغ من العمر 29 عامًا، دائم النشر على حساباته بالمنصات الاجتماعية حول حالته الصحية.

حكى الشاب الذي يعيش في محافظة المخواة بمنطقة الباحة عن معاناته مع الغسيل الكلوي، الذي يحول بينه وبين عيش حياة طبيعية كبقية أقرانه من الشباب.

وبعد أيام من تعبيره عما يعيشه من خلال أحد منشوراته، فاجأه اتصال هاتفي من مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.

حملت المكالمة الهاتفية خبرًا مفرحًا للغاية لعبدالعزيز، حيث أخبره أحد العاملين بالمستشفى أن متبرعة أبدت استعدادها بالتبرع له بكليتها، دون الكشف عن هويتها.

تحملت ابتهال الغامدي، ليس عناء الجراحة فحسب، بل رحلة طويلة من الفحوصات للتأكد من أنها مناسبة لنقل كليتها إلى الشاب المريض.

وعقب ظهور نتائج التحاليل النهائية، والتي كشفت عن تطابق بين المانح والمتلقي، خضعت ابتهال الغامدي للتنويم يوم الأحد الماضي، وأجريت عملية نقل كليتها إلى عبدالعزيز بالنجحا أمس الثلاثاء في المستشفى التخصصي بجدة.

وأوضحت ابتهال في تصريحات صحفية أنها أقدمت على هذا العمل ابتغاءً للأجر والثواب من الله عز وجل.

وقالت إن أهلها شجعوها على هذا العمر الإنساني، مشيرة أنها اجتمعت معهم قبل دخول غرفة العمليات مباشرة.

وأثنت ابتهال على أخيها، الذي كان الداعم الأول لها في الإقدام على هذا العمل النبيل، حيث دأب على إيصالها من مقر إقامتها بمحافظة المخواة إلى جدة في أيام إجراء الفحوصات.

حقائق عن التبرع بالكلى

تستخدم عملية زرع الكلى لعلاج الفشل الكلويي، والذي ويُطلق عليه أيضًا مرض الكلى في مرحلته النهائية، وهي حالة لا تستطيع فيها الكلى العمل إلا بنسبة ضئيلة من قدرتها الطبيعية.

ويحتاج الأشخاص المصابون بمرض الكلى في مرحلته النهائية إما إلى غسيل الكلى أو زرع الكلى للبقاء على قيد الحياة.

قد تشمل أسباب الفشل الكلوي مرض السكري، ومرض الكلى المتعدد الكيسات، وارتفاع ضغط الدم المزمن غير المنضبط أو التهاب كبيبات الكلى المزمن.

وتمثل حالة عبدالعزيز العمري طفرة، ففي بلدان أخرى ينتظر عشرات الآلاف موافقة متبرعين ولكن دون جدوى.

في الولايات المتحدة على سبيل المثال، ينتظر 90 ألف شخص التبرع بالكلى، ويبلغ متوسط وقت الانتظار للحصول على كلية من متبرع متوفى 3 إلى 5 سنوات.

ومن الجدير بالذكر أن المتبرعين بالكلى يخضعون لفحص طبي كامل، للتأكد أنهم يتمتعون بصحة بدنية وعقلية جديدة، وأن صفات أجسادهم تطابق المتلقين، كما ينبغي ألا يقل عمر المتبرع عن 18 عامًا.

وتشير إحصائية أن عدد المتبرعين الأحياء بالكلى وصل إلى أقل من 7 آلاف بقليل، مما يدل على شيوع هذه النوع في السنوات الأخيرة.