علوم

أهم مهمات الفضاء المتوقعة في عام 2025

 

يشهد عام 2025 انطلاق العديد من المهمات الفضائية المثيرة التي ستفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف الفضاء، بدءًا من محاولات الهبوط على سطح القمر إلى تجارب لاستكشاف الكواكب والأجرام السماوية.

ستكون بداية العام حافلة بالتطورات، حيث تشهد محاولات هبوط على سطح القمر من قبل مركبتي «Blue Ghost 1» و «IM-2»، بالإضافة إلى تجربة فريدة من نوعها تقوم بها شركة «SpaceX» لاختبار نقل الوقود بين مركبتين من نوع «Starship» في مدار الأرض المنخفض.

ما هي رحلات الفضاء المتوقعة في يناير؟

وفي منتصف يناير، ستنطلق المهمة المقررة من قبل شركة «Firefly Aerospace» الأمريكية، التي تهدف إلى نقل المركبة القمرية «Blue Ghost 1» التي تحمل 10 حمولات من وكالة ناسا، وستهبط في منطقة «Mons Latreille»، وهو موقع على القمر يشير إلى تاريخ جيولوجي يعود إلى مليارات السنين.

ولا تقتصر المهمة تقتصر على الهبوط فحسب، بل تهدف أيضًا إلى جمع بيانات علمية حول سطح القمر والتفاعل بين الصخور القمرية والرياح الشمسية، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات التغيرات الزمنية على هذا السطح.

وفي الشهر نفسه، تخطط شركة «Intuitive Machines» للهبوط بمركبتها «IM-2» في القطب الجنوبي للقمر، وستسعى هذه المركبة لقياس المركبات الطيّارة في سطح القمر باستخدام أدوات متطورة مثل المثقاب والمطياف الكتلي.

هل يمكن نقل الوقود في الفضاء؟

وفي مارس 2025، ستقوم شركة «SpaceX» بأول تجربة عملية لنقل الوقود بين مركبتين من نوع «Starship» في مدار الأرض المنخفض.

ويُعد هذا الاختبار خطوة أساسية لاختبار قدرة المركبات الفضائية على توفير الوقود اللازم للرحلات الطويلة إلى القمر والمريخ، وهو خطوة محورية في خطط ناسا المستقبلية لتحقيق الهبوط على القمر خلال مهمة «Artemis 3» في عام 2027.

وفي مارس أيضًا ستنطلق أول مهمة مشتركة، بين وكالتي الفضاء «ناسا»وكالة الفضاء الهندية «ISRO»،  لمراقبة الأرض باستخدام رادارات صناعية.

وتهدف المهمة التي تحمل اسم «NASRA» إلى استخدام رادارين صناعيين للمراقبة عبر الأقمار الاصطناعية، لقياس حركة سطح الأرض وتغيراته بشكل دقيق، وذلك لتتبع الحركات التي قد تسبق حدوث الزلازل أو الثوران البركاني، بالإضافة إلى مراقبة التغيرات في الغابات والأراضي الزراعية.

ما هو نشاط الصين الفضائي في 2025؟

في مايو 2025، تعتزم الصين إرسال مهمتها الفضائية «Tianwen-2» لاستكشاف الكويكب «469219 Kamo’oalewa» الذي يعد قمرًا شبيه بالذي يدور حول محور الأرض، ويعتقد العلماء أنه قذف من سطح القمر بفعل اصطدام ضخم. وستكون هذه المهمة فرصة لدراسة هذا الكويكب بشكل غير مسبوق، إذ سيتم جمع عينات منه على أن يتم جلبها إلى الأرض.

أما بالنسبة للمركبة الفضائية «جونو» التابعة لوكالة ناسا، التي تدور حول كوكب المشتري منذ عام 2016، فستختتم مهمتها في سبتمبر 2025.

ووفقًا للخطة، سيتم سحب المركبة إلى عمق الغلاف الجوي للكوكب العملاق، لتلتهمها سحابة المشتري الكثيفة. وبذلك، ستتمكن الوكالة من تجنب أي تلوث قد ينجم عن تأثير «جونو» على أحد أقمار المشتري، «يوروبا»، الذي يُعد واحدًا من أفضل الأماكن للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.

هل هناك خططًا أوروبيا جديدة لاكتشاف الفضاء؟

وفي إطار توسيع قدرة أوروبا على الوصول إلى الفضاء بشكل مستقل، يُنتظر إطلاق مركبة الفضاء غير المأهولة «Space Rider» من وكالة الفضاء الأوروبية في الربع الثالث من عام 2025.

ستمكّن هذه المركبة الأوروبية الجديدة، بحجم يوازي مركبتين صغيرتين، من إجراء تجارب في بيئة الجاذبية الصغرى قبل أن تعود إلى الأرض لتخضع للصيانة استعدادًا لعدة رحلات أخرى.

وتجمع هذه المهمات الفضائية في عام 2025 بين التحديات التكنولوجية والفرص العلمية الواسعة التي قد تغير وجه الفضاء. من البحث في أسرار القمر والمريخ، إلى تعاونات دولية بين وكالات الفضاء الكبرى، تنبئ هذه الرحلات الفضائية بتطورات علمية قد تكون مفصلية في المستقبل القريب، ويُنتظر منها توسيع آفاق المعرفة البشرية وفتح أفق الفضاء أمام الإنسان بشكل غير مسبوق.