شهد عام 2024 أداءً ماليًا مميزًا لناديي الهلال والنصر، حيث انعكست نجاحاتهما على الصعيدين الرياضي والتجاري، ما عزز مكانة الدوري السعودي عالميًا. مع استقطاب أبرز اللاعبين العالميين، باتت الموارد المالية محور اهتمام الأندية لتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات، ومواصلة التوسع في الاستثمارات التجارية.
ميزانية الهلال: نمو في الإيرادات
نادي الهلال حقق طفرة تاريخية في أدائه المالي، حيث سجل إيرادات بلغت 1.090 مليار ريال للسنة المالية الممتدة من يوليو 2023 حتى يونيو 2024، مما جعله يتصدر قائمة الأندية السعودية من حيث العائدات.
لم تكن هذه الإنجازات المالية وليدة الصدفة، إذ تمكن النادي من تحقيق نمو في الإيرادات التجارية بنسبة 105% مقارنة بالسنة السابقة، مع ارتفاع إيرادات الرعايات إلى 440 مليون ريال.
وبجانب ذلك، أظهر الهلال تطورًا كبيرًا في منصاته الرقمية مثل تطبيق “بلو ستور”، الذي حقق إيرادات بلغت 25 مليون ريال، بزيادة مذهلة بنسبة 495%، ما يعكس نجاح استراتيجيات النادي في جذب جماهيره تجاريًا. كما ساهمت أكاديميات الهلال بتحقيق 35 مليون ريال، مسجلة زيادة بنسبة 169% عن العام الماضي. بفضل هذه الإنجازات، أنهى الهلال العام المالي بصافي ربح قدره 33.375 مليون ريال، ما يعكس استقرارًا ماليًا نادرًا بين الأندية الكبرى.
نادي النصر: عجز بفعل ارتفاع المصروفات
على الجانب الآخر، أظهر نادي النصر تطورًا ملحوظًا في إيراداته، التي بلغت 615 مليون ريال، بزيادة قدرها 71% مقارنة بالسنة المالية السابقة. ورغم هذا النمو الكبير، إلا أن ارتفاع المصروفات إلى 654 مليون ريال تسبب بعجز مالي وصل إلى 39 مليون ريال. تميز النصر بشراكات رعاية استراتيجية مع شركات مثل أديداس وبنك الخليج الدولي، ما عزز موارده التجارية، لكنه لم ينجح حتى الآن في تحقيق التوازن المطلوب بين الإيرادات والنفقات.
يعكس الأداء المالي للناديين مستوى التنافس العالي بينهما. فبينما يركز الهلال السعودي على تعزيز موارده عبر استثمارات مبتكرة في الأكاديميات والتطبيقات الرقمية، يسعى النصر إلى تحقيق التوازن المالي مع الحفاظ على خطط النمو المستقبلية. ومن اللافت للنظر أن كلاً من الناديين لم يدرج إيرادات برنامج استقطاب نخبة اللاعبين ضمن بياناتهما المالية المنشورة، مما يثير تساؤلات حول التأثير المالي الحقيقي لهذه الصفقات على ميزانياتهما.
التنافس بين الهلال والنصر يمتد إلى ما هو أبعد من أرض الملعب، ليصبح سباقًا في تحقيق الاستدامة المالية وجذب الرعايات الكبرى. نجاح الهلال السعودي في تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة يجعل منه نموذجًا يحتذى به، بينما يحتاج النصر إلى إعادة ترتيب أولوياته المالية لتجاوز التحديات التي واجهها في عام 2024.
الأداء المالي بين الطموح والتحدي
تعكس هذه الأرقام قوة الدوري السعودي وجاذبيته العالمية، حيث أصبحت الأندية الكبرى مثل الهلال والنصر تسعى ليس فقط للتألق رياضيًا، بل أيضًا لتحقيق نجاحات تجارية تجعل منها قوى اقتصادية رياضية مؤثرة. مع استمرار المنافسة، يبقى السؤال: هل يستطيع النصر تقليص الفجوة مع الهلال السعودي في السنوات القادمة، أم أن الهلال سيواصل تحطيم الأرقام القياسية؟