أحداث جارية سياسة

الحرب السودانية في 2024.. تفاقم للأزمة خارج دائرة الضوء

الحرب السودانية

كشف المرصد الأورومتوسطي أن الحرب السودانية زادت الوضع الإنساني داخل البلاد سوءًا خلال عام 2024، فلماذا لم يظهر تردي الأوضاع للعالم؟

فشل إعلامي في تغطية الحرب السودانية

أوضح رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، إن “هناك أسباب خارجية لفشل الإعلام في تعطية الأزمة بالسودان، منها تزامن الحرب مع أمات أخرى سبقتها مثل الصراع الروسي الأوكراني والعدوان على غزة والذي انتشر إلى جنوب لبنان”.

وقال عثمان ميرغني في مداخلة عبر الفيديو مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية” إن “التركيز على العديد من القضايا الإقليمية أدى إلى الانشغال عن الحرب السودانية”.

وأضاف “ميرغني”: “ركز المجتمع الدولي على الأزمات الأخرى باعتبار أن الدول الغربية لديها امتدادات ربما تتعلق بتحالفاتها على مستوى العالم”.

وأشار “ميرغني” إلى وجود سبب داخلي لفشل الإعلام في تغطية الأزمة السودانية، يتلخص في أن “السودانيين عمومًا والإعلاميين المحليين خصوصًا فشلوا في عرض القضية بشكلها الذي يجب أن تعرض به عالميًا، فحتى هذه اللحظة فالصورة الذهنية أنها حرب داخلية سودانية بين فريقين متساويين في كفة الميزان، وهما الجيش والدعم السريع”.

وتابع: “كان من الأفضل منذ البداية أن توصف وتوضع في سياق أنها حرب بين الشرعية والتمرد، ولو أخذت هذا الشكل كان من الممكن أن يكون لها صدى إعلامي أكبر وتسمح بأن يكون لها امتدادات ذات بعد دولي”.

وقال رئيس تحرير صحيفة التيار: “في عام 2003 اندلعت حرب دارفور والتي حظيت باهتمام دولي كبير للغاية، حيث زار المنطقة وزراء خارجية الولايات المتحدة مرتين، ووزراء خارجية كل دول الاتحاد الأفريقي على الأقل مرة لكل منهم، وكان لها صدى دولي كبير جدًا، وكانت هناك حملات إعلامية تديرها منظمات لها كفاءة وخبرة بهذا المجال”.

وبيّن: “رغم أنها كانت أزمة داخلية سودانية، كانت لها أبعاد أخرى، جاءت في الاتجاه الذي يسمح لهذه الجهات الخارجية أن تروج لهذه الحرب وأن تعطيها الزخم باعتبار أنها لسيت فقط حرب داخلية سودانية، بقدر ما هي مواجهة ذات اعتبارات عرقية عنصرية، تتعلق بعنصر أفريقي وعربي كما كانت تصور”.

وواصل: “في الحرب السودانية الحالية بالتحديد لم يستطع الإعلام السوداني حملها بذات الموجهات التي يمكن أن تضعها في الخارطة الإعلامية الدولية، فهي ينظر إليها باعتبارها صراع داخلي محلي إلى أقصى درجة”.