يعاني الكثيرون من الاضطرابات الهضمية المزمنة أو ما يُعرف باسم “السيلياك” أو حساسية القمح، وهو مرض يتسبب في حدوث رد فعل مناعي تجاه الجلوتين الموجود في القمح والشعير وغيرهم من الحبوب. وقد يكون مضافًا في منتجات غذائية أخرى بشكل صناعي مثل الصلصة.
ويُعد السيلياك مرض وراثي مناعي، ويتسبب في تحفيز الجهاز المناعي تجاه الجلوتين الموجود في الجسم لإنتاج أجسام مضادة ضده ما يؤدي إلى إتلاف الأمعاء الدقيقة وإضعاف قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية وبالتالي نقص التغذية. ويحتوي الجدار الداخلي المخاطي الذي يبطن الأمعاء الدقيقة على نتوءات وظيفتها الأساسية هي امتصاص العناصر الغذائية، ولكن الأجسام المناعية التي يطلقها جهاز المناعة تتسبب في تآكل النتوءات وبالتي إضعاف مهمتها الأساسية على امتصاص العناصر الغذائية.
وقد يؤدي عدم الامتصاص الكامل إلى سوء التغذية، وهو ما يؤثر على الأطفال من ناحية النمو ويزيد من احتمالية الإصابة بالتقزم.
الفئات الأكثر عُرضة للإصابة باضطراب الجهاز الهضمي
ينتشر المرض بشكل أكبر بين سكان شمال أوروبا، كما أنه يصيب 1% من سكان أوروبا وأمريكا الشمالية، والبيض بشكل عام. وتتزايد احتمالات الإصابة بالمرض نسبة 0% إذا كان هناك قريب من الدرجة الأول مُصاب به مثل الوالدين أو الأطفال. وتحدث الاضطرابات الهضمية نتيجة طفرة جينية موجودة لدى 97% من إجمالي المصابين به. ويشيع المرض بين المصابين باضطرابات كروموسومية وراثية على غرار متلازمة داون أو تيرنر أو ويليامز، إلى جانب أمراض المناعة الذاتية الأخرى، ويرتفع المرض بين الإناث مقارنة بالذكور.
كيف يُصاب الشخص بالاضطرابات الهضمية
يحدث المرض نتيجة ممارسة مجهود بدني ضخم الذي يرهق جهاز المناعة، وفي معظم الحالات لاحظ مقدمو الرعاية الطبية أن المرض ظهر في أعقاب إجراء جراحة أو مرض أو الحمل. وتُشير بعض النظريات إلى أن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء هي المسؤولة عنه. وقد يظهر اضطراب الجهاز الهضمي في أي عمر بعد تناول الجلوتين، ولكن مقدمو الرعاية الصحية يحصرون ظهوره في مرحلتين محددتين وهما: الطفولة المبكرة بين 8 و12 شهرًا، ومنتصف العمر بين 40 و60 سنة.
أعراض اضطراب الجهاز الهضمي
لا توجد أعراض ثابتة بين المصابين باضطراب الجهاز الهضمي، وتختلف الأعراض من شخص لآخر ما يجعل من الصعب التعرف عليها. وفيما يلي أبرز تلك الأعراض:
- ألم المعدة
- إنتفاخ المعدة
- غاز
- إمساك
- إسهال
- براز دهني
- عسر الهضم
وقد يؤدي سوء التغذية الناتج عن الاضطرابات الهضمية إلى أعراض أخرى تشمل:
- فقر الدم
- الضعف والتعب
- شحوب البشرة
- الأيدي الباردة
- أظافر هشة
- صداع
- فقدان الوزن
- تأخر النمو عند الأطفال
- ضمور العضات وانخفاض قوتها
علاج الاضطراب الهضمي
العامل الأهم في خطة العلاج من الاضطرابات الهضمية هو التوقف عن تناول الجلوتين، ولا بديل عن ذلك، وبمجرد القيام بتلك الخطوة ستتوقف الأمعاء عن التفاعل مع المواد التي تضعفها وتبدأ في التعافي والقيام بمهامها بشكل طبيعي. ومن الممكن أن تشمل خطة العلاج تناول المكملات الغذائية لتعويض أي نقص، وتناول أدوية بناء على وصف الطبيب مثل الدابسون، أو الكورتيكوستيرويدات التي تعالج الالتهابات الشديدة، إلى جانب الانتظام على المتابعة الطبية.
وبشكل عام يبدأ الأشخاص في الشعور بالتحسن مباشرة بعد بدء خطة العلاج، ولكن تعويض نقص التغذية قد يستغرق عدة أسابيع. وفي بعض الحالات قد يحتاج العلاج لوقت أطوال إذا كانت الحالة متقدمة.
اقرأ أيضًا: هل يمكن للعب في التراب أن يحمي الأطفال من الأمراض؟