تقنية

إنفاق الشركات الكبرى على مراكز الذكاء الاصطناعي 2024

تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى على الاستثمار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي لتلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هذه الاستثمارات، التي تقودها مايكروسوفت وجوجل وميتا وأمازون، تعكس تحولًا كبيرًا نحو بناء قدرات حوسبة ضخمة لدعم عمليات التدريب والتشغيل، وهو ما يضع الأساس لمستقبل هذه التقنية.

الاستثمارات طويلة الأجل وتكاليف تشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي

الاستثمارات طويلة الأجل، مثل شراء وحدات معالجة الرسومات وبناء مراكز بيانات جديدة، تُعد محورية لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل. على سبيل المثال، أنفقت مايكروسوفت 40 مليار دولار على تطوير هذه الأصول حتى أغسطس 2024، متفوقة على منافسيها. بالمقابل، تتطلب التكاليف التشغيلية اليومية استثمارات مستمرة لتشغيل مراكز البيانات بكفاءة، بما يشمل النفقات على الكهرباء والبرمجيات والصيانة. مايكروسوفت أنفقت 6 مليارات دولار في هذا المجال، مما يبرز التزامها بضمان استمرارية العمليات ودعم نماذجها المتقدمة.

الريادة في الإنفاق والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي

مايكروسوفت تتصدر السباق بإجمالي إنفاق يبلغ 46 مليار دولار، مع امتلاكها 300 مركز بيانات، وهو العدد الأكبر بين جميع الشركات. هذا التفوق يعكس استراتيجيتها لتوسيع قدراتها عبر مبادرات كبرى، مثل شراكتها مع “بلاك روك” بقيمة 100 مليار دولار لتطوير بنية تحتية تدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة اللازمة لتشغيله. أما جوجل وأمازون، ورغم إنفاقهما الأقل على البنية التحتية مقارنة بمايكروسوفت، فإنهما تركزان بشكل أكبر على عمليات التدريب، حيث تخصص كل منهما ضعف ما تنفقه على تشغيل النماذج للعملاء.

تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مقابل تشغيلها

تكلفة تدريب النماذج الرئيسية للذكاء الاصطناعي تتزايد بشكل كبير نظرًا لما تتطلبه من مجموعات بيانات ضخمة وحسابات معقدة وموارد طاقة مكثفة. عمليات التدريب، التي تعتمد بشكل كبير على وحدات معالجة رسومات قوية، تُعد مرحلة مكلفة للغاية في دورة حياة النماذج. مع ذلك، يتوقع الخبراء أنه مع ازدياد استخدام النماذج ونشرها، ستفوق تكاليف تشغيلها التراكمية تكاليف التدريب الأولية، كما هو الحال مع “ChatGPT” الذي تجاوزت فيه تكلفة التشغيل تكلفة التدريب مع زيادة الاعتماد عليه.

أهمية هذه الاستثمارات لمستقبل الذكاء الاصطناعي

الاستثمارات الهائلة في مراكز البيانات تمثل حجر الزاوية لنمو الذكاء الاصطناعي وتطوره. فهي لا تضمن فقط قدرة الشركات على تلبية الطلب الحالي، بل تؤسس أيضًا لبنية تحتية قادرة على التعامل مع التحديات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على تطوير الطاقة والبنية التحتية المستدامة يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من التأثير البيئي لمراكز البيانات.

في النهاية

تشكل استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خطوة حاسمة نحو دعم مستقبل التقنيات المتقدمة. المنافسة الشديدة في هذا المجال تعزز الابتكار وتدفع بحدود القدرات الحوسبية إلى آفاق جديدة، مما يوفر فرصًا هائلة لدعم التطبيقات الحديثة وتحسين جودة الحياة عالميًا.

إنفاق الشركات الكبرى على مراكز الذكاء الاصطناعي 2024