مع اقتراب نهاية كل عام، يجد الكثيرون أنفسهم في حالة من التقييم الذاتي، ما يُعرف بـ”اكتئاب العام الجديد”. هذا الميل إلى التفكير الزائد والنقد الذاتي قد يجعلنا ندخل في حالة من الاكتئاب تختص بمحاسبة أنفسنا، لا شك أن هناك موجات اكتئاب تصاحب تغير الفصول مثل اكتئاب الشتاء أو الصيف المرتبطة بتغير درجة الحرارة، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي أو التفكير الزائد. في هذا المقال، سنتناول أسباب هذه الظاهرة وكيفية التغلب عليها بخطوات عملية.
اكتئاب نهاية العام: لماذا نلوم أنفسنا؟
مراجعة أحداث العام الماضي وأهدافه أمر شائع، لكنه قد يتحول إلى عبء نفسي. التقارير السنوية التي تُبرز إنجازات الآخرين عبر وسائل الإعلام تعزز الشعور بالنقص، مما يجعلنا نركز على القرارات غير المحققة بدلاً من النجاحات. إذا كنت تعاني من التفكير الزائد، فإن هذا التقييم السنوي قد يغذي مشاعر الإحباط والاكتئاب.
التفكير الزائد واكتئاب العام الجديد
التفكير الزائد هو الميل إلى تكرار المشكلات دون اتخاذ خطوات لحلها، مما يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية. وفقًا لخبيرة علم النفس، سوزان نولن-هوكسيما، التفكير الزائد والاكتئاب يشكلان مزيجًا سامًا يجعل من الصعب الخروج من دائرة الحزن. من المهم أن ندرك أن النقد الذاتي المفرط لن يُصلح الماضي، بل سيزيد من الإحباط.
خطوات للتغلب على اكتئاب العام الجديد
حتى نفهم جيدا كيف يمكننا العبور من العام الحالي للعام الجديد دون أن تتأثر نفسياتنا، هناك 4 خطوات يمكننا معرفتهم.
1. استبدل النقد الذاتي بالتفكير البناء
بدلاً من لوم نفسك على ما لم تحققه، حاول تحليل الأسباب التي حالت دون نجاحك. اسأل نفسك: “ما الذي يمكنني فعله الآن لتحسين الوضع؟”
2. التحرك أو التشتيت لمواجهة اكتئاب العام الجديد
النشاط البدني مثل المشي أو التمارين يساعد على تحسين المزاج. كذلك، يمكنك استخدام طرق التشتيت الإيجابية مثل قراءة كتاب أو التحدث مع صديق لتخفيف التفكير السلبي.
3. ضع قرارات واقعية ومحددة:
لا تضع أهدافًا مثالية مثل “سأصبح شخصًا أفضل”، بل اختر أهدافًا صغيرة ومحددة مثل “سأحضر وجبة صحية إلى العمل بدلاً من شراء الحلوى”. تقسيم الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة يجعلها أكثر قابلية للتحقيق.
4. توقعات واقعية:
راجع توقعاتك للعام الجديد وتأكّد أنها واقعية. إذا كانت التوقعات غير قابلة للتحقيق، قسّمها إلى مراحل صغيرة يمكن إنجازها على المدى الطويل.
في النهاية
اكتئاب العام الجديد ليس حتمياً، بل يمكن التعامل معه بوعي وخطوات عملية. من خلال التحليل البناء ووضع أهداف واقعية والتحرك نحو التغيير، يمكن تحويل هذه الفترة من العام إلى فرصة للنمو بدلاً من أن تكون مصدرًا للإحباط. ابدأ عامك بخطوات صغيرة وركز على التقدم بدلاً من الأخطاء.