مع خسارة نظام الأسد في سوريا جزءًا كبيرًا من سيطرته، تواجه إيران تحديات كبيرة للحفاظ على نفوذها الإقليمي. في هذا السياق، ظهر تركيز جديد على لبنان كمركز استراتيجي لدعم حزب الله وجماعاتها الأخرى في المنطقة. هذه الخطوة تفتح الباب أمام تغييرات جذرية في آليات الدعم الإيراني.
النفوذ الإيراني في لبنان: مركز جديد لتوزيع الأسلحة
بعد تراجع السيطرة السورية، أصبحت بيروت المحور الأساسي لتوزيع الأسلحة. تركز إيران على تحويل لبنان إلى مركز لوجستي لجماعاتها المسلحة. هذه الاستراتيجية تعكس تحولًا كبيرًا في نهجها الإقليمي، مما يعزز دور حزب الله كأداة رئيسية في استراتيجيتها.
النقل الجوي: البديل الجديد للتهريب
مع تعقيد الوضع السوري، لجأت إيران إلى النقل الجوي كوسيلة رئيسية لتهريب الأسلحة إلى لبنان. استُؤنفت الرحلات المباشرة بين طهران وبيروت لتجنب المرور عبر الأراضي السورية. هذا النهج يعكس التحديات الأمنية التي تواجهها طهران في تنفيذ خططها.
المخاوف الإقليمية من تصعيد جديد
استغلال بيروت كمركز تسليحي أثار قلقًا إقليميًا ودوليًا. تتزايد التوقعات بتصعيد محتمل بسبب استخدام إيران لهذا النهج الجديد. المخاوف تشمل تعزيز قوة حزب الله بشكل يهدد استقرار المنطقة.
التقديرات الغربية واحتمال التحرك الإسرائيلي
تشير التقديرات الغربية إلى احتمالية تحرك عسكري إسرائيلي ضد المسارات الجوية والبحرية المستخدمة من إيران. هذه السيناريوهات تعكس خشية الغرب من تأثير هذا الدعم المتزايد على التوازن الإقليمي. مع ذلك رغم التحولات، لا تزال إيران تركز على دعم حلفائها في العراق واليمن بجانب حزب الله. هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على نفوذها وتوسيع نطاق تأثيرها في المنطقة، ويجعل الأمل حاضرًا في استرجاع نفوذها في سوريا بالتدريج.
في الختام
في ظل تغير المعادلة في سوريا، والتي كان فيها بشار الأسد موجودًا كأمر واقع يجب التعامل معه، ثم أصبح في خلال 10 أيام خارج البلاد وثمة واقع جديد مفروض، وعلى الجميع التعامل معه. تسعى إيران إلى تعديل استراتيجياتها لتأمين نفوذها الإقليمي. التحول إلى لبنان والنقل الجوي يُظهر مدى تصميمها على الحفاظ على دعم حلفائها، رغم التحديات المتزايدة. يبقى السؤال مفتوحًا حول تأثير هذه التغيرات على الاستقرار الإقليمي.