اقتصاد

هوندا ونيسان تتحدان لتأسيس ثالث أكبر مصنع سيارات في العالم

أعلنت شركتا نيسان وهوندا رسميًا دخولهما في محادثات اندماج تهدف إلى إنشاء ثالث أكبر شركة سيارات في العالم من حيث المبيعات.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهوندا، توشيهيرو ميبي، خلال مؤتمر صحفي عقد، اليوم الاثنين أن التحالف المقترح يمثل ضرورة لمواجهة التحديات المتزايدة في تطوير تقنيات السيارات الكهربائية والقيادة الذكية، مشيرًا إلى أن دمج الشركتين سيوفر منصة موحدة تجمع بين الذكاء الصناعي والموارد، مما سيحقق وفورات في التكلفة وتعزيز الكفاءة التشغيلية، مع الحفاظ على هوية كلتا العلامتين التجاريتين.

وحسب ميبي ستكون الخطوة الأولى في هذا المسار تأسيس شركة قابضة تتولى إدارة الكيان المدمج، والتي سيتم إدراجها في بورصة طوكيو.

وتشير تقديرات النمو المتوقع للكيان الجديد إلى إيرادات سنوية تصل إلى 30 تريليون ين (191.4 مليار دولار)، مع أرباح تشغيلية تتجاوز 3 تريليونات ين.

وستتولى هوندا، التي حققت أرباحًا تشغيلية بلغت 1.382 تريليون ين خلال العام المنتهي في مارس 2024، النصيب الأكبر من مجلس الإدارة، نظرًا لمساهمتها الأكبر في القيمة السوقية البالغة 43 مليار دولار من أصل 54 مليار دولار للكيان المشترك.

 تحديات تواجه نيسان

و تواجه صناعة السيارات تحولات جذرية بسبب التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية، مما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى البحث عن شراكات أو عمليات اندماج لمواجهة المنافسة الشرسة من شركات مثل تسلا وBYD  الصينية.

ويأتي هذا الاندماج الأخير في وقت تعاني فيه نيسان من ضغوط مالية نتيجة الأداء الضعيف وإعادة هيكلة شراكتها مع رينو الفرنسية، وأعلنت الشركة في نتائجها الأخيرة عن خطط لخفض 9 آلاف وظيفة وتقليص قدرتها الإنتاجية العالمية بنسبة  20%.

ورغم هذه التحديات، قال الرئيس التنفيذي لنيسان، ماكوتو أوشيدا، إن الاندماج لا يعني تخلي الشركة عن خطة التعافي، بل يمثل فرصة لتعزيز تنافسيتها طويلة الأجل.

وأشار تقرير إلى أن توحيد هوندا ونيسان سيضع الكيان الجديد في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث المبيعات، متجاوزًا شركة هيونداي الكورية الجنوبية، ومقتربًا من عملاق الصناعة الياباني تويوتا والألمانية فولكسفاجن.

وشهدت أسهم نيسان وهوندا ارتفاعًا بعد الإعلان عن المحادثات، حيث سجلت الأولى زيادة بنسبة 1.2% والثانية بنسبة 3.8%، في إشارة إلى تفاؤل المستثمرين.

ومع تحديد يونيو 2025 كموعد نهائي للاتفاق، تتجه الأنظار نحو الخطوات التنفيذية التي قد تؤسس لنموذج جديد في صناعة السيارات اليابانية، قائم على التكامل والشراكة لمواجهة تحديات المستقبل.