علوم

اكتشاف نبت شيطاني منقرض يحيّر العلماء منذ 55 عامًا

عثر العلماء على بقايا نبات شيطاني منقرض في منطقة قريبة من مدينة أشباح (مهجورة) بولاية يوتا الأمريكية، وهو اكتشاف أثار دهشة الباحثين. بعد أكثر من خمسة عقود على اكتشافه الأول، أظهرت التحليلات الحديثة أن هذا النبات لا ينتمي إلى أي عائلة نباتية حية أو معروفة من العصور القديمة.

اكتشاف أوراق نبتة “فضائية” في الستينيات

في عام 1969، عثر علماء الحفريات لأول مرة على أوراق متحجرة لنبات غير معروف بالقرب من بلدة رينبو المهجورة في ولاية يوتا. أطلق العلماء على هذا النبات اسم “Othniophyton elongatum”، وهو يعني “النبات الفضائي”. في البداية، اعتقد العلماء أن هذا النبات قد يكون مرتبطًا بعائلة الجينسنغ بسبب نمط ترتيب أوراقه.

تحليلات حديثة تغير الفرضيات القديمة

في تحليل جديد باستخدام تقنيات حديثة مثل المجهر المتقدم والذكاء الاصطناعي، أتاح ذلك للعلماء فحص البذور والهياكل التناسلية للنبات بشكل أكثر تفصيلًا. كشف التحليل أن هذا النبات يحتفظ بأجزائه الذكرية حتى نضوج الثمار، وهو أمر غير مألوف في النباتات الحية.

صرّح الدكتور ستيفن مانشستر، أمين علم النبات الأحفوري بمتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي، بأن هذه الخاصية لم تُلاحظ في أي نباتات حديثة أو منقرضة معروفة.

منطقة غرين ريفر: كنز الحفريات النباتية

تم استخراج عينات النبات من تكوين “غرين ريفر” شرق يوتا، وهو موقع جيولوجي معروف بحفظه لبقايا الكائنات القديمة بشكل استثنائي. قبل حوالي 47 مليون عام، كانت المنطقة تحتوي على بحيرة ضخمة محاطة ببراكين نشطة، مما أدى إلى ظروف ملائمة لحفظ الحفريات بشكل فريد.

هذا التكوين أنتج سابقًا حفريات نباتية أخرى حيرت العلماء، مثل ثمار “Bonanzacarpum” وأوراق “Palibinia”، مما ساهم في اكتشاف مجموعات نباتية منقرضة.

عدم التطابق مع النباتات الحالية أو المنقرضة

أظهر التحليل الجديد أن النبات المكتشف حديثًا، والذي كان يحتوي على أوراق وزهور وثمار متصلة، يختلف تمامًا عن نباتات عائلة الجينسنغ التي كان يُعتقد أنه ينتمي إليها. العلماء قارنوا الحفريات مع أكثر من 400 عائلة من النباتات الزهرية الحديثة، بالإضافة إلى عائلات منقرضة، ولكن دون جدوى.

في النهاية

يؤكد هذا الاكتشاف أن الطبيعة ما زالت تخبئ العديد من الأسرار التي لم تُكتشف بعد. نبات “Othniophyton elongatum” يسلط الضوء على التنوع البيولوجي المفقود الذي ساد العصور القديمة. مع تطور تقنيات البحث والتحليل، يبقى الأمل في كشف المزيد عن هذا النبات الغامض وفهم دوره في التاريخ النباتي للأرض.