يعد الحديد من العناصر المعدنية الأساسية التي تلعب دورًا مهمًا في صحة خلايا الدم الحمراء، حيث يتواجد في بروتينين رئيسيين هما الهيموجلوبين والميوجلوبين، المسؤولان عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أجزاء الجسم، إضافة إلى دعم صحة الأنسجة الضامة وتعزيز عملية التمثيل الغذائي للعضلات.
لكن ماذا يحدث عندما لا يحصل جسمك على كمية كافية من الحديد؟
قد يتسبب ذلك في عدد من المشاكل الصحية التي تبدأ في الظهور بشكل تدريجي، إذا لم يتم معالجتها في وقت مبكر، لهذا من الضروري أن نكون على دراية بالعلامات التي قد تشير إلى أن جسمك بحاجة ماسة إلى الحديد.
الشعور بالتعب المستمر
من أكثر الأعراض شيوعًا التي قد تشير إلى نقص الحديد هو الشعور بالتعب غير المبرر، فقد تشعر بالإرهاق والضعف العام حتى لو كنت تحصل على قسط كافٍ من النوم.
يحدث هذا بسبب انخفاض مستويات الهيموجلوبين في الدم، مما يعيق نقل الأوكسجين إلى الأنسجة المختلفة، وبالتالي ينخفض مستوى الطاقة لديك.
أطراف باردة رغم الجو المعتدل
هل تعاني من برودة شديدة في يديك وقدميك حتى في الأوقات التي لا تكون فيها الأجواء باردة؟
يعزى هذا العرض أيضًا إلى نقص الهيموجلوبين، الذي يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في الأطراف. مع انخفاض مستوى الهيموجلوبين، يصبح من الصعب على الدم أن يصل إلى أطرافك، مما يجعلك تشعر بالبرودة أكثر من غيرك.
شحوب البشرة
إذا لاحظت أن بشرتك أصبحت أكثر شحوبًا من المعتاد، فقد يكون هذا دليلًا آخر على انخفاض مستويات الحديد.
يحدث هذا نتيجة لضعف تدفق الدم، حيث لا يتمكن الجسم من إنتاج عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء بسبب نقص الحديد.
قد يظهر هذا العرض بوضوح أكبر في الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، بينما في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، قد يظهر أكثر في الفم أو في بطانة العين.
الدوار والدوخة المتكررة
الشعور بالدوار أو الدوخة يعد من الأعراض التي قد تكون مرتبطة بنقص الحديد.
يعود السبب إلى أن نقص الحديد يؤثر على كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ، مما يجعلك تشعر بالدوار أو الخفة في الرأس. وقد يزداد هذا الشعور إذا ترافق مع أعراض أخرى تشير إلى نقص الحديد.
الصداع المستمر
إذا كنت تعاني من صداع مزمن، فقد يكون ذلك أحد العلامات الأخرى لنقص الحديد.
عندما لا يحصل الدماغ على كمية كافية من الأوكسجين، يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث صداع، كما أن بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة قوية بين نقص الحديد والصداع اليومي المزمن.
ضعف الأظافر والشعر
الأظافر الهشة وضعف الشعر يمكن أن يكون أيضًا من علامات نقص الحديد.
عندما تتراجع مستويات الحديد، يتأثر نمو الشعر بشكل كبير وقد تبدأ في ملاحظة تساقطه، في الحالات المتقدمة، قد تتطور مشكلة الأظافر إلى حالة تعرف باسم «koilonychia»، حيث تصبح الأظافر مقعرة وتشبه الشكل الملعقي.
الرغبة في تناول الثلج
من الأعراض الغريبة التي قد يصاحبها نقص الحديد هي الرغبة في تناول الثلج.
وهذه الظاهرة، المعروفة باسم «Pagophagia»، تحدث في الغالب لدى النساء الحوامل أو الأطفال ما قبل سن البلوغ، وقد لا يكون هناك تفسير واضح لهذه الظاهرة. على الرغم من ذلك، يربطها العديد من الأطباء بنقص الحديد.
كيف يتم تشخيص نقص الحديد؟
إذا لاحظت أي من الأعراض السابقة، من الأفضل أن تتوجه إلى الطبيب المختص.
يمكن للطبيب تشخيص نقص الحديد من خلال إجراء فحوصات دم تشمل عد الدم الكامل ومستوى الهيموجلوبين والفريتين. هذه الفحوصات تساعد في تحديد ما إذا كان نقص الحديد هو السبب وراء الأعراض التي تعاني منها.
طرق الحصول على المزيد من الحديد
يمكن إدارة نقص الحديد بسهولة نسبيًا من خلال إضافة أطعمة غنية بالحديد إلى نظامك الغذائي.
تشمل مصادر الحديد الغنية: اللحوم الحمراء، البيض، الفاصوليا، السبانخ، والحبوب المدعمة. كما يُنصح بتناول هذه الأطعمة مع مصادر فيتامين سي، مثل البرتقال أو الفراولة، لتعزيز امتصاص الحديد، خاصةً من المصادر النباتية.
إذا كنت تعاني من نقص حاد في الحديد، فقد يقترح الطبيب تناول مكملات الحديد التي يمكن أن تساعد في رفع مستويات الحديد إلى الحد الطبيعي. في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء علاج بالحديد عن طريق الوريد أو حتى نقل دم في بعض الحالات.
إن اكتشاف نقص الحديد في مراحله المبكرة والعمل على معالجته يمكن أن يحول دون تطور المشاكل الصحية الأخرى مثل فقر الدم، مشاكل القلب، أو حتى التأثيرات السلبية على الحمل والتطورات النمو للأطفال.