في عالم يزداد فيه الاهتمام بالمحتوى الرقمي وخدمات البث، تظل السينما التقليدية متفردة في قدرتها على خلق تجربة ترفيهية جماعية لا تضاهى، وفيما تتجه الأنظار، مع كل عام جديد، نحو إنتاجاتها المرتقبة، يبرز عام 2025 كموعد مليء بالوعود السينمائية.
ويعد العام الذي يوشك على البدء بتنوع غير مسبوق في نوعية الأفلام، بين قصص الأبطال الخارقين، والدراما العميقة، والكوميديا الساخرة، وأعمال الخيال العلمي التي تثير تساؤلات وجودية، بالإضافة إلى إعادة استكشاف الكلاسيكيات برؤى جديدة تواكب العصر.
يناير: انطلاقة متنوعة
يفتتح العام بفيلم «Better Man» الذي يقدم معالجة فنية مبتكرة لقصة المغني البريطاني روبي ويليامز.
في هذا العمل الموسيقي من إخراج مايكل جرايسي، يُجسد المغني كقرد، في اختيار رمزي يثير تساؤلات عن الهوية والصورة العامة للفنان.
أما محبو الأكشن، فينتظرهم فيلم «Den of Thieves 2: Pantera»، الذي يواصل استكشاف عالم الجريمة المنظمة، حيث يتابع المحقق نيك أوبراين مساره وسط شبكة معقدة من التحديات الدولية.
كذلك تظهر الدراما التاريخية «September 5»، الذي يعيد بناء أزمة ميونيخ عام 1972 من زاوية جديدة، عبر عدسة فريق تغطية شبكة «ِABC»، مسلطًا الضوء على تعقيدات التغطية الإعلامية في لحظات التوتر السياسي.
وفي 5 سبتمبر من عام 1972 نفذت منظمة “سبتمبر الأسود” الفلسطينية عملية اختطاف لـ11 رياضيًا إسرائيليًا يشاركون في دورة الألعاب الأوليميبة، بهدف الإفراج عن 234 سجينًا فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
فبراير: الأبطال الخارقون
يشهد فبراير عودة أيقونات سينمائية مع فيلم «Captain America: Brave New World»، حيث يُكمل سام ويلسون رحلة البطل في مواجهة تحديات جديدة تعكس روح المرحلة الراهنة.
وفي المقابل، يقدم «Paddington in Peru» فصلًا جديدًا من مغامرات الدب الشهير، الذي يجد نفسه وسط غابات الأمازون في إطار عائلي يمزج بين الكوميديا والحنين، ما يعزز مكانته كأحد الأفلام التي تنتظرها الأسرة.
مارس: دراما مشوقة
يركز مارس على القصص التي تتناول الصراعات الداخلية والخارجية. في «The Wrong Ones»، يقدم المخرج ريان كوجلر معالجة سينمائية مكثفة تستعرض تعقيدات شخصيات تقف على حافة التحول.
من جهة أخرى، يجمع «The Black Bag» كيت بلانشيت ومايكل فاسبندر في دراما تجسس تسلط الضوء على الألعاب النفسية بين الشخصيات ضمن عالم مزدحم بالمؤامرات.
وفي سياق مختلف، تعيد ديزني تقديم «Snow White» بأسلوب واقعي يعكس توجهها لتجديد الكلاسيكيات، مما يفتح النقاش حول قدرة هذه النسخ على الاحتفاظ بسحرها الأصلي مع تكييفها لذائقة الجمهور المعاصر.
أبريل: التقنية والخيال يتصدران المشهد
يمثل شهر أبريل نقطة تحول نحو عوالم أكثر خيالًا وتجريبًا، حيث يحول فيلم «Minecraft» لعبة الفيديو الشهيرة إلى تجربة سينمائية تستهدف جمهور الشباب، مما يبرز قدرة الصناعة على التوسع إلى منصات جديدة واستقطاب جماهير متنوعة.
في المقابل، يقدم «Mickey 17» للمخرج بونج جون-هو قصة فلسفية عن المستعمرات البشرية في الفضاء، حيث يُستنسخ بطل القصة مرارًا، مما يفتح الباب لاستكشاف قضايا الهوية والوجود الإنساني عبر عدسة الخيال العلمي.
مايو: عودة الأبطال الخارقين
في مايو، تعود عوالم مارفل السينمائية مع فيلم «Thunderbolts»، الذي يجمع مجموعة من الشخصيات الخارجة عن القانون في مهمة مصيرية، مما يعكس اهتمام الصناعة بتوسيع الحدود التقليدية لقصص الأبطال الخارقين.
وعلى الجانب الآخر، يظهر فيلم «Lilo & Stitch» بتجربة حية تعيد تقديم القصة المحبوبة عن الصداقة والمغامرة بين فتاة صغيرة وكائن فضائي مشاغب، مما يمثل اختبارًا جديدًا لإعادة إنتاج أعمال الرسوم المتحركة بأسلوب واقعي.
وتصل الإثارة ذروتها مع فيلم «Mission: Impossible – Dead Reckoning Part Two»، حيث يواصل توم كروز قيادة السلسلة نحو أفق جديد من الأكشن والمخاطر، هذه المرة في مواجهة تهديدات متصلة بتطور الذكاء الاصطناعي.
يونيو ويوليو: استمرار الحكايات
في يونيو، يأخذ فيلم «Ballerina» عشاق سلسلة «John Wick» إلى قصة جانبية تستكشف شخصية قاتلة تبحث عن الانتقام، بينما يطرح فيلم «Elio» من بيكسار حكاية خيالية حول طفل يخطئ الفضائيون في اعتباره سفيرًا للأرض.
أما يوليو، فيشهد إعادة تقديم شخصيات مألوفة، أبرزها «Superman: Legacy»، الذي يعيد التركيز على القيم الإنسانية للبطل، و«Fantastic Four»، الذي يعيد إحياء عائلة الأبطال الخارقين ضمن عالم مارفل.
أغسطس: كوميديا وإعادة صياغة للرعب
في بداية أغسطس، يعود فيلم «The Bad Guys 2» ليجمع العصابة الشهيرة في مغامرة جديدة، تعيدهم إلى عالم الجريمة، مع جرعة مكثفة من الكوميديا والأحداث المشوقة التي أثبتت شعبيتها في الجزء الأول.
أما في النصف الثاني من الشهر، فيظهر فيلم «The Naked Gun»، الذي يقدم ليام نيسون في دور المحقق العبثي في سلسلة تعيد إحياء الكوميديا السوداء التي اشتهرت بها السلسلة الأصلية.
سبتمبر: قراءات جديدة للحكايات القديمة
يقدم سبتمبر تجربة مختلفة مع فيلم «The Bride»، الذي تُعيد من خلاله المخرجة ماجي جيلنهال صياغة قصة «Bride of Frankenstein» بمنظور معاصر، يستكشف أبعادًا اجتماعية وسياسية، مما يجعل العمل مزيجًا بين الرعب والدراما الفكرية.
أكتوبر: التقنية والخيال العلمي في مواجهة جديدة
ويبرز في أكتوبر فيلم «TRON: Ares»، الذي يستكمل استكشاف عالم «ترون» الافتراضي.
في هذا الجزء، يتعمق العمل في العلاقة بين التكنولوجيا والواقع، حيث يجسد جاريد ليتو دور ذكاء اصطناعي يحاول العبور إلى العالم الحقيقي، في قصة تجمع بين الخيال العلمي والتأمل في مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ويعود الرعب مرة أخرى مع فيلم «The Black Phone 2»، حيث تعود فكرة الهاتف الملعون لتكشف أسرارًا جديدة ترتبط بالناجين من الأحداث السابقة، وسط أجواء نفسية مشوقة.
نوفمبر: مواجهة الطبيعة المفترسة
في نوفمبر، يبرز فيلم «Predator: Badlands»، الذي ينقل المواجهة مع الكائنات المفترسة إلى بيئة جديدة وتحديات مختلفة تعكس قسوة الطبيعة وصراع البقاء.
من جهة أخرى، يعود فيلم «The Hunger Games: The Ballad of Songbirds and Snakes» لاستكشاف الأحداث التي سبقت السلسلة الأصلية، مما يُضيف بُعدًا تاريخيًا لعالم الألعاب القاتلة.
ديسمبر: ختام العام بأجواء المغامرة
يختتم العام بفيلم «Five Nights at Freddy’s 2»، الذي يعيد الجمهور إلى أجواء الرعب المرتبطة باللعبة الشهيرة، مع توسع في الأحداث وتقديم شخصيات ومخاطر جديدة.
كما يشهد ديسمبر إصدار فيلم «Avatar 4»، الذي يأخذ الجمهور إلى أعماق جديدة من عالم باندورا، حيث تستمر مغامرة آل نايتييري في مواجهة تحديات جديدة على الكوكب.
ويمثل الفيلم إضافة طموحة إلى سلسلة جيمس كاميرون التي تسعى دومًا لدفع حدود التقنية البصرية.