منوعات

ما هي أسرع الحيوانات البرية على وجه الأرض؟

لطالما كانت السرعة إحدى الخصائص الأساسية التي تميز الكائنات الحية في بيئتها الطبيعية، فالبحث عن الطعام أو الهروب من أعداء أقوياء يتطلب من بعض الحيوانات الوصول إلى سرعات مذهلة لا تصدق.

وتختلف السرعات القصوى بين الحيوانات البرية، حيث تقدر سرعات بعضها بحاجز كبير يتجاوز بكثير سرعة الإنسان العادي، وحيث إن هذه السرعات تضمن لهم البقاء على قيد الحياة وتساعدهم في التكيف مع تحديات البيئة القاسية، فإن تصنيف الحيوانات الأسرع على وجه الأرض ليس مجرد مقارنة لأرقام، بل أيضًا عرض لمزايا بيولوجية واستراتيجية تمكن هذه الكائنات من التميز في مجالات صراع البقاء.

ملك السرعة

يحتل الفهد المرتبة الأولى بجدارة، مسجلاً سرعة مذهلة تصل إلى 105 كيلومترات في الساعة، ولا تأتي سرعته الاستثنائية تلك من فراغ، بل من تصميم بيولوجي فريد يسمح له بتغطية مسافات كبيرة بسرعة لا تضاهى، فبفضل جسده النحيل والعضلات القوية التي تتمتع بها أطرافه، يستطيع الفهد دفع نفسه نحو الأمام بوتيرة سريعة، كما أن عموده الفقري المرن يساعده في الحفاظ على التوازن وتكبير الخطوات أثناء الجري.

تتمتع هذه الفئة من الحيوانات، التي تشمل الفهد، بنقطة توازن جسدي حيث تتناغم حدود القدرة على تقلص العضلات ومدى انكماشها، وتمنحها هذه الخصائص القدرة على الوصول إلى أعلى سرعات ممكنة في مملكة الحيوانات.

منافس آخر قوي

تتبع الظباء الأمريكية، المعروفة باسم «Pronghorn»، الفهد مباشرة، محققة سرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، وعلى الرغم من كونها أقل سرعة من الفهد، فإن قدرتها على الحفاظ على هذه السرعة لمسافات طويلة تجعلها منافسًا جديرًا.

وتقع الظباء الأمريكية في الفئة البيولوجية نفسها التي تتأقلم مع متطلبات السرعة العالية، وذلك بفضل بنيتها الجسمانية التي تتميز بالقوة والخفة.

السرعة في الجسم الصغير

في المرتبة الثالثة، يأتي الغزال دوركاس الذي يحقق سرعة تصل إلى 80 كيلومتر في الساعة.

وتتمتع هذه الحيوانات بقدرة استثنائية على الجري بسرعة، بفضل خفتها وحركتها السلسة التي تسمح لها بالهرب من الحيوانات المفترسة.

قوتان متفاوتتان

يعد الحصان الربع، الذي يسجل سرعة 71 كيلومتر في الساعة، من بين الأسرع في عالم الحيوانات الأربعينية، ويليه النعام، الذي يحقق السرعة ذاتها.

لكن الفرق بينهما يكمن في الاختلافات الهيكلية بين الكائنات، فالنعامة، على الرغم من كونها طائرًا، تتمتع بقدرة على الجري بفضل ساقيها القويتين وطول خطواتها التي قد تصل إلى خمسة أمتار.

سرعات حاسمة

يمثل الكلب السلوقي الذي يسجل سرعة 61 كيلومتر في الساعة مثالًا آخر على الحيوانات التي تستفيد من قدرتها على الانطلاق بسرعة عند الحاجة.

وبالرغم من كونه أقل سرعة من الحيوانات الأخرى في هذه القائمة، فإن قدرة الكلب السلوقي على الحفاظ على سرعته لمسافات طويلة تضعه في مكانة مميزة.

أما الإلك «حيوان المووس»، الذي يسجل سرعة 60 كيلومتر في الساعة، فهو مثال على القوة البدنية التي يمكن أن تحقق السرعة، على الرغم من حجم الجسم الكبير.

سرعة محدودة

في أسفل القائمة، نجد الأسد الذي يمكنه الوصول إلى سرعة 50 كيلومتر في الساعة، ورغم كونه ملك الغابة، فإن سرعته تبقى محدودة مقارنة بالحيوانات الأخرى.

أما الإنسان، الذي تصل سرعته القصوى إلى 45 كيلومترًا في الساعة، فيبقى بعيدًا عن تصدر قائمة أسرع الكائنات البرية. ولكن هذا النقص في السرعة الجسدية لا يُعد عائقًا، فالإنسان لا يعتمد على القوة البدنية وحدها في معاركه مع الطبيعة، بل على تفوقه العقلي الذي مكنه من تطوير أدوات وآلات تعوض افتقاره للسرعة، محققًا من خلالها تفوقًا على باقي الكائنات في مجالات الحياة المختلفة.

الحيوانات البرية