شهد الريال السعودي قفزة ملحوظة في قيمته أمام الجنيه المصري، ليسجل أعلى مستوى له خلال الأسبوع الماضي، مدفوعًا بزيادة الطلب مع اقتراب شهر رمضان.
وبلغ سعر الريال السعودي، وفق بيانات البنك المركزي المصري، في تعاملات أمس السبت، 13.51 جنيه للشراء و13.55 جنيه للبيع، متجاوزًا متوسط الأسبوع السابق البالغ 13.05 جنيه، مما يمثل أكبر زيادة منذ قرار تحرير سعر الصرف في مارس الماضي
وتفاوتت الأسعار بين البنوك المحلية، حيث سجل الأهلي المصري وبنك مصر وبنك الإسكندرية والبنك التجاري الدولي مستويات متقاربة، عاكسةً تنافسًا في تلبية الطلب على العملة السعودية.
وأشار فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «جولدمان ساكس»، في تصريحات صحفية، إلى أن تراجع الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، بما فيها الريال، يأتي كنتيجة مباشرة لزيادة استرداد أذون الخزانة قصيرة الأجل مع نهاية العام، موضحًا أن هذا الاتجاه ينعكس في حركة المستثمرين لجني الأرباح وتقليل التعرض للمخاطر.
من جهة أخرى، أضاف سوسة أن مصر قد تشهد استقرارًا نسبيًا في سعر الصرف حال بدء البنك المركزي خفض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من العام المقبل، مع التوجه نحو إصدار سندات طويلة الأجل لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أشار خلال مؤتمر صحفي نهاية نوفمبر الماضي، إلى أن سعر صرف الجنيه قد يتحرك ضمن نطاق 5% صعودًا أو هبوطًا في الفترة المقبلة، مشددًا على أن سياسة التثبيت السابقة أثبتت فشلها، ما دفع الحكومة إلى تعويم العملة الوطنية وفقدانها حوالي 40% من قيمتها.
وتدهور الجنيه المصري إلى أدنى مستوى له أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضية، مسجلًا نحو 49.8 مقابل العملة الأمريكية، في ظل عمليات بيع واسعة في الأسواق الناشئة وزيادة الطلب المحلي على الدولار.