مهنة السواني تعد من المهن القديمة التي ارتبطت بالحياة الريفية في المملكة العربية السعودية، حيث كانت تستخدم لاستخراج المياه من الآبار العميقة. كانت هذه المهنة حيوية لتأمين المياه التي تعتبر من أهم موارد الحياة في المناطق الصحراوية. اعتمدت مهنة السواني على حيوانات مدربة مثل الإبل والثيران، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات التي ساعدت في رفع المياه وتخزينها.
أدوات مهنة السواني
تتنوع الأدوات المستخدمة في مهنة السواني، ولكل منها دور أساسي في عملية استخراج المياه. من أبرز هذه الأدوات:
الغِرب
الغِرب هو الأداة الأساسية لرفع المياه من البئر. يصنع من جلد سميك على شكل إناء ويبلغ طوله حوالي المتر. يحتوي على فتحتين، إحداهما لرفع الماء والأخرى لربط السريح. الغِرب يُعد الأداة الرئيسية التي يعتمد عليها السواني في عملية استخراج المياه.
اللزا وعروس اللزا
اللزا هو مكان تجمع المياه بعد رفعها من البئر. يتم وضعه بالقرب من البئر، وتكون جدرانه مرتفعة قليلاً. بينما تعتبر “عروس اللزا” قطعة حجرية توضع في وسط اللزا لتساعد في إصلاح الأدوات المتعددة مثل الدراجة والسريح.
السريح والدلو المصبع
السريح هو حبل مصنوع من جلد البعير ويُربط بفم الغرب لرفع الماء من البئر. أما الدلو المصبع فهو حبل متين يتم إنزاله إلى عمق البئر لرفع الماء بشكل دوري.
الرشا والمحالة
الرشا هو حبل متين يُستخدم لسحب المياه من البئر، بينما المحالة هي أداة خشبية تتميز بأسنانها التي تدور حول محور خشبي. تستخدم المحالة لرفع المياه من عمق البئر إلى سطح الأرض، وتدور بواسطة الحيوانات المدربة في مسار دائري داخل المنحاة.
المحالة: أهمية صوتها وتفاصيلها
تتمتع المحالة بمكانة خاصة في مهنة السواني، فهي ليست مجرد أداة عملية، بل تمتلك أهمية ثقافية كذلك. كان الرعاة يحرصون على استخدام أفضل أنواع الخشب لصناعتها، لضمان إنتاج صوت مميز أثناء دورانها. هذا الصوت، الذي يُعرف بـ”صوت السواني”، كان يعتبر جزءاً من جماليات المهنة.
القب والمحور والزرانق
القب هو الجزء الذي يُركب فيه أسنان المحالة، ويصنع عادة من خشب الأثل. أما المحور فهو جزء خشبي يدخل في وسط القب ويسمح لها بالدوران. أما الزرانق فهي الأعمدة التي تُبنى على جانبي البئر وتساعد في دعم الدوامغ والأنباع، وهي عناصر أساسية في العملية.
في النهاية
تعد مهنة السواني جزءاً من التراث الشعبي السعودي الذي يعكس مدى ارتباط الناس بالأرض والماء. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الذي شهدته المملكة، تبقى السواني رمزاً من رموز الصمود والتكيف مع البيئة. إن معرفة أدوات وتقنيات هذه المهنة يسهم في الحفاظ على التاريخ الثقافي للمناطق الريفية، ويعزز من فهمنا لطرق الحياة القديمة التي شكلت جزءاً من هوية المملكة