تعرضت خدمات «ChatGPT»، التابع لشركة «OpenAI»، أمس الأربعاء، لانقطاع مفاجئ أثر بشكل كبير على المستخدمين في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح الوصول إلى الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي شبه مستحيل.
وبدأ هذا الانقطاع حوالي الساعة السابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وكان تأثيره بعيد المدى حيث شمل خدمات أخرى للشركة، مثل واجهة برمجة التطبيقات «API» ومنصة «سورا»، مما أثر بشكل كبير على المستخدمين الأفراد والشركات على حد سواء، وأثار موجة من الإحباط والتساؤلات حول أسباب الانقطاع ومدى تأثيره.
وسارعت «OpenAI» للاعتراف بالعطل الذي أصابها عبر السوشيال ميديا ، حيث نشرت تغريدة على منصة X (المعروفة سابقًا بتويتر) تؤكد أن الشركة كانت على دراية بالمشكلة وشرعت في العمل على إيجاد حل.
وقالت، إنها تواجه انقطاعًا حاليًا، وإنه «تم تحديد السبب ونحن نعمل على تنفيذ إصلاحات. نعتذر وسنوافيكم بالتحديثات»، وعلى الرغم من تحديد السبب الجذري للمشكلة، فإن الشركة لم تقدم وقتًا تقديريًا لاستعادة الخدمة بالكامل.
وفي تحديث لاحق، أشار أحد مهندسي OpenAI إلى أن هناك تقارير عن أخطاء في استدعاء واجهة البرمجة API وصعوبة في تسجيل الدخول إلى المنصات، موضحًا أن الشركة تعمل على إجراء تصحيحات عاجلة.
ويعد ذلك الحادث هو الثاني الذي يضرب الخدمات الإلكترونية خلال 2024، حيث شهدت خدمات منصات أخرى مثل فيسبوك وإنستجرام وواتساب، في وقت سابق من العام، انقطاعات مشابهة استمرت لساعات، مما تسبب في اضطرابات واسعة النطاق على مستوى العالم.
مقياس المشكلة
كان الانقطاع الذي أصاب «ChatGPT» واسع النطاق، وأظهرت بيانات منصة «Down Detector»، التي ترصد انقطاعات المواقع والخدمات، زيادة كبيرة في البلاغات المتعلقة بعدم إمكانية الوصول إلى الخدم، حيث تأثرت العديد من الشركات التي تعتمد بشكل كبير على واجهة البرمجة API في سير عملها، بينما لاقى المستخدمون العاديون صعوبة كبيرة في مواصلة مهامهم اليومية.
وكان التوقف غير المتوقع بمثابة تذكير صارخ لكيفية تأثير هذه الخدمات على الروتين اليومي للمستخدمين.
ومع حلول صباح اليوم اليوم، تمكنت «OpenAI» من حل المشكلة بالكامل، وأكدت أن جميع الخدمات المتأثرة بما في ذلك «ChatGPT» و«API» و«Sora» تم استعادتها.
وأوضح البيان الصادر عن الشركة أن جميع الأنظمة عادت للعمل بشكل طبيعي، مما سمح للمستخدمين بالعودة إلى أعمالهم دون مشاكل. وحرصت OpenAI على التأكيد بأنها تتخذ خطوات لضمان تعزيز موثوقية خدماتها في المستقبل، وذلك لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث
هل حان وقت إعادة النظر؟
أثار هذا الانقطاع نقاشات واسعة حول مخاطر الاعتماد المفرط على منصات الذكاء الاصطناعي، ففي الوقت الذي تساهم فيه هذه الأدوات في تعزيز الإنتاجية والإبداع، فإن تعطيلها قد يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على العمليات التجارية وعلى الإنتاجية الشخصية، مما جعل هذا التوقف جرس إنذار للشركات التي تعتمد على هذه الأدوات بشكل يومي لتفكر في وضع خطط بديلة أو حلول احتياطية تحسبًا لمثل هذه الحوادث.
ومع ازدياد الاعتماد على أدوات مثل «ChatGPT»، تظل هذه الحوادث تذكيرًا قويًا بقوة وحدود الذكاء الاصطناعي، فبينما تهدف هذه المنصات إلى تحسين الإنتاجية وفتح آفاق جديدة للإبداع، إلا أنها ليست محصنة ضد الأخطاء التقنية. ولذا، من الضروري أن يكون المستخدمون على دراية بالوضع الراهن وأن يتخذوا تدابير احترازية لتقليل تأثير مثل هذه الانقطاعات على سير العمل.