سياسة

الولايات المتحدة تكشف عن شروطها لدعم القادة الجدد في سوريا

على الرغم من عدم تحديد الأطراف السورية التي سيتم التعاون معها، لم تستبعد الخارجية الأمريكية إجراء محادثات مع بعض المجموعات المسلحة، حتى وإن صنفت سابقًا كمنظمات إرهابية

مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، دخلت منطقة الشرق الأوسط منعطفًا جديدًا يعيد تشكيل التحالفات ويثير تساؤلات حول مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها.

هذا الحدث المفاجئ لم يقتصر على إنهاء حكم استمر لعقود، بل فتح الباب أمام ترتيبات سياسية وأمنية جديدة تتطلب تعاونًا دوليًا لتجنب الفوضى.

أمريكا تفصح عن شروطها لدعم الحكومة السورية الجديدة

أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء استعدادها للاعتراف بحكومة سورية جديدة تتبنى سياسات تنبذ الإرهاب، تدمر الأسلحة الكيميائية، وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

 وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستعمل مع الشركاء الإقليميين والمجموعات السورية لضمان انتقال سلس للسلطة من نظام الأسد المعزول.

وعلى الرغم من عدم تحديد الأطراف السورية التي سيتم التعاون معها، لم تستبعد الخارجية الأمريكية إجراء محادثات مع بعض المجموعات المسلحة، حتى وإن صنفت سابقًا كمنظمات إرهابية.

سقوط الأسد وتداعياته

جاء انهيار حكومة الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع نتيجة ضربات مفاجئة قادتها هيئة تحرير الشام، التي أدرجتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية منذ 2018.

وفي هذا السياق أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى إمكانية مراجعة تصنيف الهيئة إذا اتخذت خطوات جادة لتغيير ممارساتها السابقة.

ومن جانبه قال مايك والتز، مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إن مستقبل هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني لا يزال غامضًا، لكنه أشار إلى بوادر إيجابية مثل تجنب الهيئة ارتكاب مجازر ضد مسؤولي النظام السابق.

التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية

شنت الولايات المتحدة أحد أكبر هجماتها ضد تنظيم “داعش” في الصحراء السورية، محاولةً منع التنظيم من استغلال الفراغ السياسي لإعادة تشكيل صفوفه.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن قواتها العاملة في سوريا، البالغ عددها نحو 900 جندي، ما زالت تركز على منع عودة التنظيم.

على الجانب الآخر، كثف الكيان الإسرائيلي ضرباته الجوية داخل سوريا مستهدفًا منشآت عسكرية وأسلحة كيميائية مزعومة.

وأعلن الكيان المحتل سيطرته على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، وذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق فك الاشتباك الموقع مع سوريا عام 1974 بحجة الاضطرابات الأخيرة.

وأثار التدخل الإسرائيلي في مرتفعات الجولان إدانات من السعودية، ومصر، وقطر، وتركيا، ومع ذلك، أكدت الولايات المتحدة دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون إبداء موقف واضح من عملياتها.

تحركات سياسية قادمة

من المقرر أن يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو حول التطورات في سوريا، بالإضافة إلى جهود التوصل إلى صفقة رهائن مع حركة حماس في غزة.

في الوقت الذي تستمر فيه التوترات في المنطقة، يبقى مستقبل سوريا مفتوحًا أمام العديد من السيناريوهات، ما يفرض تحديات أمام المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار وتجنب تداعيات الصراع على الأمن الإقليمي والدولي.

المصدر:

AP