باتت الجماعات المسلحة هي المتحكم في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، وهو ما يثير التساؤلات حول احتمالية نشوب قتال بينهم.
وتضم المعارضة السورية عدة جماعات مسلحة سيطرت على العاصمة دمشق إلى جانب بعض الأراضي في أماكن أخرى.
ونسلط في السطور التالية الضوء على أهم الجماعات المسلحة في سوريا:
هيئة تحرير الشام
نُعد أقوى المجموعات المسلحة في سوريا، والتي بدأت كذراع رسم لتنظيم القاعدة تحت اسم “جبهة النصرة”، وقامت بهجمات خلال الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد.
ولكن الجماعة المسلحة قررت تحت قيادة زعيمها أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني، الانشقاق عن تنظيم الدولة الإسلامية ثم لاحقًا عن تنظيم القاعدة في عام 2016.
وصنفت الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، ولكنها استمرت في قتالها بجانب الجماعات المسلحة الأخرى.
قوات الجبهة الإسلامية
بجانب هيئة تحرير الشام هناك بعض الجماعات المسلحة التي عقدت تحالفات مثل الجبهة الإسلامية.
وتمتعت تلك الجماعات بنفوذ نسبي اعتمد على طبيعة المناطق التي يسيطرون عليها، سواء كانت تحت حكم الأسد أو خارج سيطرته.
وفي شمال غرب إدلب، والتي كانت حتى التقدم المذهل الذي حققته في الأسبوع الماضي المعقل الرئيسي للمتمردين في سوريا، قاتلت مجموعة من الجماعات إلى جانب هيئة تحرير الشام في قيادة عمليات عسكرية موحدة.
الجيش الوطني السوري
تُعد تركيا وهي من أبرز اللاعبين الأساسيين منذ عام 2015 في سوريا من أكبر داعمي الجيش الوطني السوري.
ودعمت تركيا بعض المجموعات في الجيش الوطني السوري والذي سيطر على بعض الأراضي على طول الحدود بين سوريا وتركيا.
وانضم الجيش الوطني السوري إلى هيئة تحرير الشام في القتال ضد قوات الأسد والأكراد خلال الأسبوع الماضي.
القوات الديمقراطية السورية
هي قوات يقودها الأكراد، والتي سيطرت على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا في عام 2012، بعد انسحاب القوات الحكومية لمحاربة المتمردين في الغرب.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب على أنها جزء لا يتجزأ من حزب العمال الكردستاني، الذي خاض تمردا استمر عقودا من الزمن داخل تركيا، والذي تعتبره الولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وتضم القوات الديمقراطية السورية ميليشات كردية وعربية، مدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها.
هل تتقاتل الجماعات المسلحة في سوريا؟
أعرب رئيس قسم العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، عن مخاوفه تجاه المرحلة المقبلة في سوريا.
وقال خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية إن الحكومة الانتقالية تعتبر امتدادًا لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام المصنفة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على أنها إرهابية.
وأضاف: “الأمر كان يجب أن يكون بصورة أخرى تقول بأن هناك هيئة مدنية تأتي بالتنسيق مع كل الأطراف السياسية لقيادة حكومة انتقالية تُقر المرحلة الانتقالية التي يجب أن تشمل كتابة دستور جديد وإجراء انتخابات وغيرها من الإجراءات”.
وتابع زهير: “عادة ما تكون المرحلة الانتقالية شائكة، والدليل على ذلك التجربة الليبية والعراقية وغيرها، ولذلك كان يجب تكليف شخصية مجنية مقبولة دوليًا يمكن الحديث معها من أجل على أقل تقدير رفع العقوبات بشكل سريع للغاية”.
وأوضح أن إعادة الإعمار وعودة اللاجئين وإنعاش الاقتصاد يتطلب رفع العقوبات وهو أمر لم يحدث حتى الآن، كما أن الائتلاف المعارض الممثل للدولة والمعترف به في الأمم المتحدة قال إنه لم تتم استشارته وأعلنوا خطة لنفسهم فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية.
سوريا تستعد لحكومة انتقالية جديدة ورئيس قسم العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير يبدي مخاوفه تجاه المرحلة المقبلة#هنا_الرياض pic.twitter.com/1YUqu1RqDa
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 10, 2024
واستكمل: “لذا أعتقد أننا في مرحلة خطيرة تتعلق بأن الأطراف في سوريا تريد فرض سلطة الأمر الواقع، أو أن الأطراف تعتقد أنها تستطيع أن تُسيّر أمور سوريا على غرار ما حدث في إدلب خلال السنوات الماضية”.
ولفت زهير إلى أن المعارضة كانت لديها حكومتان منذ سنوات، إحداهما يديرها الإنقاذ والأخرى حكومة الإنقاذ، والخطير الآن هو أن الجهتين لديهما قدرة عسكرية متكافئة.
وتابع: “تصحيح هذا الوضع يجب أن يكون بالضغط الدولي على هذه الأطراف من أجل التراجع عن هذه الخطوة وإجراء حوار وطني وتشكيل حكومة مؤقتة ورفع العقوبات وفرض مرحلة انتقالية حقيقية”.
واختتم: “الوضع في سوريا لم ينتهي، ولا زالت هناك القوات المعارضة ولا أحد يعرف إذا كانوا سيشتبكون مع بعضهم البعض، إلى جانب إسرائيل التي تتوغل في سوريا، وغيرها من النقاط غير المؤكدة”.
رئيس قسم العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير:
المعارضة كانت لديها حكومتان منذ سنوات والخطير الآن هو أن الجهتين لديهما قدرة عسكرية متكافئة#هنا_الرياض pic.twitter.com/cJVkEp7DQ4
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 10, 2024