أحداث جارية تقنية

جوجل تكشف عن معالج جديد يتخطى الحدود الزمنية

معالج الصفصاف

أعلنت شركة جوجل الأمريكية عن نقلة نوعية في مجال الحوسبة الكمومية بإطلاقها معالجًا جديدًا يحمل اسم «الصفصاف»، وُصف بأنه سيُحدث ثورة في هذا المجال

وكشف هارتموت نيفين، مؤسس «جوجل كوانتم أيه آي»، عن الإنجاز العلمي الذي حققه فريقه، مؤكداً أن الشريحة الجديدة قادرة على معالجة تحديات تعجيزية للحواسيب الكمومية التقليدية، بدءًا من التعامل مع قضايا تغير المناخ وصولًا إلى تحسين تقنيات الانصهار الآمن، بينما أقرّ الرئيس التنفيذي للشركة، سوندار بيشاي، بأن الحواسيب الكمومية لا تزال تواجه عقبات تقنية.

والحوسبة الكمومية تقنية حديثة تستخدم مبادئ ميكانيكا الكم لمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة جذريًا عن الحوسبة التقليدية، حيث تعتمد على الاستفادة من الخصائص الكمومية للجسيمات الدقيقة، مثل التراكب والتشابك الكمي، لحل المشكلات المعقدة بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وتُبرز خصائص المعالج الجديد القدرة على تقليل الأخطاء الحسابية بشكل ملحوظ، وهو ما شكل عقبة أمام الباحثين لمدة ثلاثة عقود، كما يعزز هذا الابتكار من استقرار الحواسيب الكمومية ويقلل من الحاجة إلى بيئات تشغيلية شديدة التخصص، مما يفتح آفاقًا لجعل هذه التكنولوجيا متاحة على نطاق أوسع.

معالج يكسر الحدود الزمنية

ليست مزايا «الصفصاف» مجرد تحسينات نسبية، بل تجسيدًا لقدرات مذهلة، حيث تمكن من حل مشكلة حسابية معقدة في غضون خمس دقائق، وهي مشكلة كان من المتوقع أن تستغرق أفضل الحواسيب التقليدية عشرة سبتليون سنة، أي ما يعادل قرابة مليون مليار مرة عمر الكون، وهو إنجاز يمثل اختراقًا تجاوز عتبة وصفها العالم بيتر شور، منذ منتصف التسعينيات بأنها علامة فارقة في الحوسبة الكمومية.

يعتمد هذا الإنجاز على تقنيات مبتكرة تشمل «الكيوبتات المنطقية» (وحدة حسابية أساسية في الحوسبة الكمومية)، التي تُصمم باستخدام مجموعة من الكيوبتات المادية، حيث تضمن هذه الهندسة استمرارية العمليات الحسابية حتى في حالة تعطل بعض الكيوبتات، ولتحقيق ذلك، قام فريق جوجل بتحسين أدوات المعايرة وتقنيات التعلم الآلي وطرق التصنيع، مع رفع أوقات التماسك إلى مستويات جديدة.

تشكيل المستقبل

اُختبر معالج «الصفصاف» باستخدام معيار تقييم حديث يُعرف بـ«عينات الدوائر العشوائية»، حيث تجاوز جميع التوقعات، ليصبح بذلك معيارًا جديدًا للحوسبة الكمومية.

وأظهرت هذه الاختبارات تحسنًا جذريًا مقارنة بمعالج «سايكامور» السابق، الذي أعلنته جوجل عام 2019 وحقق حينها أداءً خارقًا.

ويشير جوليان كيلي، مدير هندسة الأجهزة الكمومية في جوجل، إلى أن الهدف المقبل يتمثل في تطوير كيوبت منطقي بمعدل خطأ منخفض للغاية يبلغ واحدًا في المليون، ولتحقيق هذا الطموح، سيكون من الضروري تجميع 1457 كيوبتًا ماديًا ضمن بنية واحدة.

وتسعى جوجل الآن إلى تجاوز الحدود النظرية والتوجه نحو استخدامات عملية للحوسبة الكمومية، وأظهرت التجارب السابقة إمكانات هائلة في مجال المحاكاة الكمومية، ما أفضى إلى اكتشافات علمية وتعديلات جوهرية في فهم قوانين الفيزياء.