بعد سنوات من الحرب الأهلية التي اجتاحت سوريا، غادر الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته البلاد ليبدؤوا حياة جديدة في روسيا.
أكد الكرملين أن قرار منح اللجوء للأسد جاء بتوجيهات مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى اعتبارات إنسانية.
ولم تكشف روسيا عن التفاصيل الدقيقة لمكان إقامتهم أو طبيعة وضعهم الجديد، وسط توقعات بأن تكون حياتهم في روسيا امتداداً لأسلوب الحياة الفاخر الذي عاشوه سابقاً.
حياة فارهة بلمسات روسية
عائلة الأسد، التي تقدر وزارة الخارجية الأميركية ثروتها بحوالي ملياري دولار، استثمرت كثيرًافي روسيا خلال السنوات الماضية.
وتشير تقارير إلى أن الأسرة تمتلك ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة في موسكو، تتجاوز قيمتها 30 مليون جنيه إسترليني، ويعد أحد هذه المواقع المحتملة للإقامة هو “مدينة العواصم” في منطقة ناطحات السحاب الفاخرة بموسكو، المعروفة بمستوى رفاهية استثنائي يناسب نخبة المجتمع الروسي.
أسماء الأسد.. من لندن إلى موسكو
اعتادت أسماء الأسد، زوجة بشار المولودة في بريطانيا، حياة الرفاهية منذ زواجها، حيث أثارت انتقادات بسبب إنفاقها الباذخ، بما في ذلك شراء أثاث بقيمة 350 ألف دولار وأحذية مرصعة بالكريستال بقيمة 7 آلاف دولار.
ولم يمتعها مرضها بالسرطان من مرافقة عائلتها إلى روسيا، حيث يعتقد أنها وصلت قبل أسابيع من هروب الأسد من دمشق.
هروب الأسد.. من دمشق إلى موسكو
مع سقوط العاصمة السورية دمشق في أيدي المتمردين دون مقاومة، اضطر الأسد إلى الفرار.
وأفادت تقارير بأنه غادر عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية، حيث أقلعت طائرة روسية قبيل الإعلان عن وصوله إلى موسكو، لينهي هذا التطور حكم عائلة الأسد المستمر لستة عقود، ووضع حداً للحرب الأهلية التي دامت 13 عاماً.
مستقبل أبناء الأسد في روسيا
تضم عائلة الأسد تضم 3 أبناء في مراحل عمرية مختلفة، حافظ الأسد، الابن الأكبر 24 عامًا، طالب دكتوراه في جامعة موسكو الحكومية، حيث أظهر تفوقاً أكاديمياً في مجال الرياضيات، ويُعتقد أنه سيكون لديه مستقبل واعد في روسيا.
أما الأبناء الآخرين هم زين وتبلغ من العمر 22 عامًا، وكريم 21 عامًا، وما زال من غير الواضح إذاما كانوا سيعيشون في عقار خاص أو سيضطرون إلى البقاء في منزل حكومي آمن.
علاقات اقتصادية قوية في روسيا
ارتبطت عائلة الأسد بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا، ومن خلال أفراد عائلة مخلوف، الذين يعدون ثاني أغنى عائلة في سوريا، تمكنت الأسرة من تحويل أموال ضخمة إلى الخارج.
هذه العلاقات المالية ستساعدهم في الحفاظ على أسلوب حياتهم الفاخر في موسكو، ما يعزز الاعتقاد بأن حياتهم في المنفى لن تكون أقل رفاهية مما كانت عليه في سوريا.
مصير المنشآت العسكرية الروسية في سوريا
مع رحيل الأسد، يبقى مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا موضع تساؤل.
ومن جانبه أكد الكرملين أن الحوار مع القوى الإقليمية مستمر لضمان استقرار المنطقة، وأن القوات الروسية تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة.
وعلى الرغم من خروج الأسد من سوريا، تظل روسيا لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط، فالقواعد العسكرية الروسية في طرطوس وحميميم تشكل نقاط ارتكاز استراتيجية لموسكو.
كما أن علاقتها الطويلة مع سوريا تعود إلى الحقبة السوفييتية، ما يعكس استمرار النفوذ الروسي في المنطقة حتى بعد سقوط نظام الأسد.
ماذا بعد؟
بينما تبدأ عائلة الأسد حياة جديدة في موسكو، يبقى مستقبل سوريا غامضًا، حيث تحول المشهد السياسي في البلاد بشكل غير مسبوق مع رفع علم المعارضة أمام السفارة السورية في موسكو، مما يرمز إلى انتهاء حقبة البعث التي استمرت نحو ستة عقود.
وتثير حياة بشار الأسد في روسيا تساؤلات عديدة حول مستقبل العائلة ودورها المحتمل في المشهد السياسي العالمي، حيث يرى البعض في اللجوء خطوة نحو نهاية دور الأسد، بينما يعتقد آخرون أن موسكو ستستمر في استثمار علاقاتها مع العائلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
المصدر: