أحداث جارية سياسة

ماذا لو سقط النظام في سوريا؟.. تداعيات انهيار حكم بشار الأسد

يهاجم مقاتلو الفصائل المسلحة مدينة حمص في وسط سوريا، حيث سيفتح سقوطها الطريق إلى دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد وحكومته بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا.

سقوط نظام الأسد، الذي ظل في السلطة لمدة ربع قرن، من شأنه أن يغير جذريًا المشهد السياسي والطائفي في سوريا والشرق الأوسط.. لكن ماذا لو حدث ذلك؟

 

كارثة عسكرية

سقوط النظام في سوريا سيكون علامة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط، وهو ما لم يحدث بعد، ولكن يبدو أن سقوطه أصبح مرجحًا بشكل متزايد ما لم يتمكن “الأسد” وحلفاؤه الأجانب من تدارك ما حدث حتى الآن والذي يُعد بمثابة كارثة عسكرية بالنسبة لهم.

التقدم المفاجئ نتيجة هجمات التي شنتها فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية، إلى جانب فشل الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله في المقاومة بشكل فعال، أمر مذهل ومن شأنه أن يغير التوازن السياسي للقوى في الشرق الأوسط.

ونجحت الفصائل المسلحة حتى الآن من الاستيلاء على حلب وحماة في غضون أيام قليلة، وهم على استعداد للسيطرة على حمص، مركز الاتصالات الحيوي وإن تحقق ذلك فيُعد بمثابة ناقوس الموت للنظام، وفقًا لما جاء في مقال نشره موقع inews.

 

سيناريو أقرب لأفغانستان

يشبه الانهيار السريع وغير المتوقع لقوات الأسد، انهيار الحكومة الأفغانية خلال الهجوم المنتصر الذي شنته طالبان في عام 2021، ويمكن تفسيره بمجموعة من العوامل المعاكسة.

لقد كان الجيش السوري والميليشيات الموالية للأسد دائما متداعية وفاسدة، حيث كانت نقاط التفتيش العديدة على الطرق تدير كل منها عملياتها الخاصة لكسب المال.

لقد كانوا واثقين بشكل مفرط من أن هيئة تحرير الشام، المحاصرة في محافظة إدلب على الحدود التركية، لا تمتلك القوة العسكرية اللازمة لشن هجوم كبير.

 

حرب منفصلة

على الرغم من نفي أنقرة أنها ساعدت في تنظيم الهجوم، أو حتى أعطته الضوء الأخضر، فإن هذا غير مرجح لأن جيب إدلب، الذي يبلغ عدد سكانه الفقراء نحو أربعة ملايين نسمة، كان يعتمد على المساعدات الإنسانية، ولكن ربما كانت تركيا في غفلة من السرعة الهائلة التي انهارت بها قوات الحكومة السورية.

وينصب الاهتمام الدولي بشكل كبير على الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام على الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب وبين المدن الرئيسية في سوريا.

ولكن هناك حرب منفصلة تشن في الوقت نفسه من قبل الجيش الوطني السوري، وهو مجموعة شبه عسكرية تحت السيطرة التركية، موجهة ضد الأكراد الذين يعيشون في شرق وشمال حلب.

وتشير تقارير إعلامية كردية إلى نزوح مئات الآلاف من الأكراد، وكثير منهم لاجئون للمرة الثانية، بعد تطهيرهم عرقيًا على يد ميليشيات مدعومة من تركيا من محافظة عفرين الكردية سابقًا في عام 2018.

 

إهانة كبيرة لموسكو

نجا الرئيس السوري، بشار الأسد، في الماضي إلى حد كبير بفضل الدعم العسكري من روسيا وحزب الله وإيران والعراق، وإلى حد ما، أصبح الأسد وحكومته ضحية لحرب إسرائيل مع حزب الله، والتي أضعفت بشكل خطير الحركة اللبنانية كقوة عسكرية.

وقد سحبت روسيا الكثير من قوتها الجوية المتمركزة في سوريا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا، وقد لا تكون راغبة في تحويل الموارد العسكرية الشحيحة من أجل دعم الأسد، ولكن عدم القيام بأي شيء لإنقاذه ربما يكون إهانة كبيرة لموسكو.

بالنسبة لإيران، فإن خسارة سوريا، التي كانت إلى جانب العراق أقرب حليف لها في العالم العربي، ستكون بمثابة كارثة استراتيجية، ما يجعل من المستحيل على طهران أن تزود حزب الله الضعيف في لبنان، ناهيك عن إحيائه.

ومع ذلك، فإن الوضع في سوريا قد يتطور بسرعة أكبر مما يسمح لإيران بالقيام بتدخل يغير قواعد اللعبة وبالقدر الكافي لتحويل مسار المعركة.